مد اللّين واللّين المهموز عند ورش ومستثنياته
تعريف المد:
تعريف حرفا اللين:
حرفا اللين هما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما، ومدهما يسمى بمد اللين، وسبب تسميتهما بهذا الاسم راجع لكونهما يخرجان بيسر ولين ومن غير كلفة، وينقسم مد اللين إلى مهموز وغير مهموز. وقد اختلف ورش وقالون في مدهما إذا جاء بعدهما همز، وقد اتفقوا على حكمهما في حالة إذا لقيا ساكنا عارضا للوقف.
فما حكم هذين الحرفين
عند ورش وقالون ؟ وهل هناك استثناء لا يدخل تحت هذا الحكم ؟
وما هي الأوجه
الجائزة في حرفي اللين وقفا ؟ وما هو الوجه المشهور المقدم في الأداء ؟
أقرأ النظم
قال الإمام ابن بري رحمه الله:
وَقِفْ بِنَحْوِ سَوْفَ رَيْبَ
عَنْهُمَا بِالْمَدِّ وَالْقَصْـرِ وَمَا
بَيْنَهُمَا
أتعرف معاني الألفاظ والعبارات
وقف: فعل أمر،
والمقصود هنا قطع الصوت زمنا للتنفس بنية الاستئناف.
تطرق
الإمام ابن بري- رحمه الله- في هذا البيت إلى حكم حرفي اللين إذا وقع بعدهما سكون
عارض للوقف.
1- حكم حرفي اللين إذا وقع بعدهما سكون عارض للوقف
مثل الوقف على كلمة :
وشَبَهُ ذلك، أن يقف القارئ عليهما بأحد الأوجه الثلاثة:
أطبق
أقرأ سورة قريش، وآتي بالوجه المقدم
لورش في حرفي اللين عند الوقف.
2- حكم حرفي اللين إذا وقع بعدهما همز في نفس الكلمة
أقرأ النظم
قال
الإمام ابن بري رحمه الله:
وَالْــــوَاوُ
وَالْيَــــاءُ مَتَى سَكَنَتَــــا مَا
بَيْنَ فَتْــحَـــةٍ وَهَــــمْـــزٍ مُدَّتَا
لَـــهُ
تَوَسُّطاً، وَفـِــــي سَـــوْءَاتِ خُـلْفٌ
لِمَا فِي الْعَيْنِ مِنْ فَعْلاَتِ
أتعرف معاني الألفاظ
والعبارات
العين:
المراد عين كلمة «سَوْءَات»، وهي الواو ووزنها
«فعلات».
تضمنت الأبيات المحورين الآتيين:
أولا: حكم حرفـي اللين
ذكر الناظم-رحمه الله- أن الواو
والياء إذا كان ما قبلهما مفتوحا وبعدهما همزة متصلة بهما في كلمة «مُدَّتَا لَهُ
تَوَسُّطاً»، أي لورش مد التوسط في حرفي اللين إذا جاء بعدهما همز، وصلا ووقفا،
ويسمى مدهما بمد اللين، وذلك نحو:
وما أشبه ذلك
وشبهه إذا انفتح ما قبلهما وكانا مع
الهمزة»
ونص بعض أهل الأداء على وجه آخر، وهو
الإشباع.
ويفهم من نسبة التوسط لورش أن قالون
لا يمد حرفي اللين، وهو كذلك.
هذا في حالة الوصل، أما وقفا فيجوز
لقالون وكل القراء ما عدا ورشا الأوجه الثلاثة: القصر، والتوسط، والإشباع، ولا
يجوز لورش إلا التوسط.
ثانيا: حكم «سوءات»
وهي في خمسة مواضع من القرآن الكريم،
أربعة بلفظ
والخامس
وقد اختلف أهل الأداء في مد واوها،
أما الألف التي بعد الهمزة فلا خلاف في مدها مدا متوسطا كما مر معنا في مد البدل.
والكلام هنا عن الواو، فبعض أهل
الأداء في رواية ورش مدها على القاعدة، توسطا أو إشباعا، وبعضهم قصرها، والذي جرى
به العمل عندنا التوسط، قال الشيخ عبد الرحمن بن القاضي رحمه الله: «الأخذ لورش
بالتوسط» فنقرأ لورش في كلمة
مثلا بالتوسط في الواو وفي الألف
التي بعد الهمزة.
ووجه الاختلاف بيّنه الناظم بقوله:
«لما في العين من فعلات»، وهذه مسألة ترجع إلى علم الصرف، وذلك أن جمع «سوءة» هو
«سَوَءَات» على وزن «فَعَلاَت» بفتح الواو، هذا هو الأصل، كون أكثر العرب يسكنون
حرف العلة طلبا للخفة، لأن الحركة في حرف العلة ثقيلة، فيجمعونه على وزن
«فَعْلات»، مثل «بَيْضَة، بَيْضَات».
فمن استثنى «سوءات» من المد نظر إلى
أن حق الواو في الأصل الفتح فلم يمدها، ومن لم يستثنها نظر إلى أن الواو ساكنة في
الحال ولم ينظر إلى ذلك الأصل فمدها.
أطبق
أرتل الآيات الآتية وفق ما جرى به
العمل من الأوجه في مد اللين عند ورش.
3-
مستثنيات مد اللين
تمهيد
أثناء استماع التلاميذ لأحد القراء
المهرة وهو يتلو سورة الكهف والتكوير، انتبه أحدهم إلى أن القارئ لم يمد الواو من
كلمة
رغم أنها تنطبق عليها قاعدة مد اللين
التي تعرّف عليها في الدرس السابق، والأمر نفسه لاحظه في الواو الأولى من
كلمة
في سورة التكوير، فتساءل ما حكم
هاتين الكلمتين عند ورش ؟ وإذا كانتا من المستثنيات فما وجه استثنائهما ؟
أقرأ النظم
قال الإمام ابن بري رحمه الله:
وَقَـــصْـرُ مَــوْئِــــلًا مَـعَ
الْمَوْءُودَهْ لِـكَــوْنِـــهَا فِـــي
حَالَــــةٍ مَفْقُودَهْ
أتعرف معاني الألفاظ
والعبارات
مفقوده:
محذوفة.
يشتمل هذا الدرس على محورين:
أولا: حكم
تعرفنا في الدرس الأخير حكم حرفي
اللين إذا جاء بعدهما همز، وذكرنا أن ورشا يمدهما مدا متوسطا، وهذه القاعدة لها
استثناء في كلمتين، هما:
وحكمهما القصر في رواية ورش بلا خلاف، فخرجا عن قاعدة مد اللين، والكلام في

على الواو الأولى الساكنة، أما الثانية فلا خلاف في مدها مدا متوسطا على المشهور كما مر معنا في درس مد البدل.
هذا بالنسبة لورش، أما قالون فهو على
أصله في هاتين الكلمتين، وفي مد اللين عموما، وهو القصر، ومنه نعلم أن ورشا وقالون
اتفقا على قصر هاتين الكلمتين، وكذلك كل القراء. قال الإمام ابن الجزري -رحمه
الله-: «وأجمعوا على استثناء كلمتين من ذلك، وهما:
فلم يزد أحد فيهما تمكينا»
ثانيا: حجة القصر في
أشار الإمام ابن بري- رحمه الله- إلى
وجه القصر بقوله: «لكونها في حالة مفقوده»، فالضمير في «لكونها» عائد على الواو في
الكلمتين، أي لكون الواو فيهما تُفقد وتُحذف في بعض تصاريف الكلمة، وذلك في
المضارع، يقال: «وَأَلَ يَئِلُ» إذا رجع، و«وَأَدَ، يَئِدُ»: إذا دفن نفسا حية،
وأصل «يئل» و«يئد»: «يَوْئِلُ» و«يَوْئِدُ»، فوقعت الواو في ذلك بين عدوتيها:
الياء والكسرة فحذفت، فلما سقطت الواو في «يئل» و«يئد» ضَعُفَ وجه المد فيها لعدم
لزومها في جميع تصاريف الكلمة فقُصِرت، والمراد بالقصر هنا ترك المد فيها بالمرة.
وهذا تعليل لوجه القراءة بالقصر من
أجل إثبات حجتها لغةً، وقوتِها في العربية، وإلا فالرواية تحكم ذلك وتضبطه.
خطاطة تلخص أحكام مد اللين المتعلقة
بهذا الدرس والذي قبله
أطبق
أرتل الآيتين الآتيتين، وأنتبه إلى
ما يمده ورش فأمده، وما هو مستثنى فلا أمده.
قال الله سبحانه وتعالى: