قواعد التجويد
المقالات الأخيرة

المد الطبيعي والمد الفرعي في القرآن الكريم

 

المد الطبيعي والفرعي

المد الطبيعي والمد الفرعي في القرآن الكريم

أهداف الدرس:

1-أن أتعرف المد الطبيعي وأحكامه.

2-أن أميز بين المد الطبيعي والفرعي.

3-أن أطبق مقدار المد الطبيعي في قراءتي لكلام الله عز وجل

تمهيد:

أقرأ قوله تعالى: { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ } سورة التوبة الآية 60

أتأمل المد في كلمة (الصَّدَقَاتُ) وكلمة (لِلْفُقَرَاءِ) الأولى مدها يسمى بالمد الطبيعي و وبالأصلي، والثانية يسمى مدها بالمد الفرعي.

فما هو المد الطبيعي؟ وما مقدار مده الذي أطبقه لتكون تلاوتي صحيحة؟ وما هو المد الفرعي، وما أسبابه؟

المتن:

قال الجمزوري رحمه الله:

والمدُّ أصليٌّ وفرعيٌّ لهُ    وسَمِّ أَوَّلًا طبيعيا وهُوْ

ما لا توقف له على سبب    ولا بدونه الحروف تُجْتَلَبْ

بل أيُّ حرفٍ غيرَ همزٍ أو سكون    جا بعد مدٍّ فالطبيعيَّ يَكُون

الفهم:

أصلي: هو المد الذي لا يحتاج لسبب.

فرعي: هو المد الذي يحتاج لسبب.

طبيعي: هو المد الأصلي.

تجتلب: تكون وتوجد.

التحليل:

اشتملت الأبيات على ثلاثة محاور:

أولا: تعريف المد الطبيعي(الأصلي)

المد الأصلي : هو الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به، ولا يحتاج إلى سبب. ومعنى كونه لا يحتاج إلى سبب أنه لم يقع قبل حرفه ولا بعده همز، ولم يقع بعده ساكن مظهر أو مدغم. ومعنى كون ذات الحرف لا تقوم إلا به أن الحرف أو الكلمة التي هو فيها يختل معناها بحذف حرف المد، كما يختل بناؤها التركيبي. ومثال ذلك حرف (فِي) فإذا حذفنا الياء التي هي حرف مد طبيعي نقص بناء الكلمة فصارت (فِ) واختل معناها، لأن معنى الفاء ليس هو معنى (فِي).

ويسمى أصليا ويسمى طبيعيا أيضا؛ لأن صاحب الطبيعة السليمة لا ينقصه عن مقداره ولا يزيد عليه.

أمثلة للمد الطبيعي:

قال الله تعالى : {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَّتَطَهَّرُواْ ص واللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ص } سورة التوبة الآية 109.

فالمد في كلمات : < فِيهِ > < رِجَالٌ > < يُحِبُّونَ > < يَّتَطَهَّرُواْ > < الْمُطَّهِّرِينَ > مد أصلي طبيعي، بشرط عدم الوقف عليها.

ثانيا: مقدار مد المد الطبيعي:

ومقدار هذا المد حركتان دون زيادة ولا نقصان، والحركة تقدر بمقدار اللفظ بالحرف الممدود مستوفيا لصفاته.

ولا يجوز للقارئ إسقاط المد الطبيعي، لأن إسقاطه حذف لحرف من حروف القرآن يأثم فاعله، ويعتبر لحنه جليا، ويعاب عليه مده أكثر من حركتين أو توسيطه أو إشباعه، وزيادته كزيادة حرف صحيح.

ثالثا: المد الفرعي وأسبابه

المد الفرعي: هو ما زاد على المد الطبيعي، ويسمى أيضا المزيديَّ لأنه زاد على المد الطبيعي.

ولا بد للمد الفرعي من شرط وسبب، أما شرطه فهو وجود حرف من الأحرف الثلاثة، وهي الألف والواو والياء المدّيّات، وأما السبب فهو الهمز والسكون.

والسكون على نوعين: سكون مظهر مثل: {أَرَآيْتَ} وسكون مدغم وهو الشدّ مثل: {الْحَآقَّةُ}، أصلها: (الحَاقْقَةُ) فأدغمت القاف الساكنة في القاف المتركة، فأصبحت الثانية مشددة، وهذا هو السكون المدغم.

ولا خلاف في مده (أي المد الطبيعي) إلّا إذا لقيه ساكن، أو لام تعريف، فإنه لا يُمد. فمثال ما لقيه ساكن قوله تعالى: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحى} سورة طه الآية 12

فالمد الذي في ضمير(أنَا) من قوله: { وَأَنَا اخْتَرْتُكَ }، لا يقرأ لوجود الساكن الذي هو سكون الخاء، وهذا في حالة الوصل. أما إذا وقف القارئ على كلمة (أنَا) والت علة إلغاء المد، ويجب مده مدا طبيعيا.

ومثال ما لقيه لام التعريف قوله تعالى: {وَأَلْقَى الَالْوَاحَ} سورة الأعراف الآية 150

فحرف المد الذي في (ألقى) لقيه لام تعريف ساكن، وعليه فلا مد فيه في حالة الوصل.

القاعدة تقول: إذا اِلتقى ساكنان وأولهما حرف مد، يحذف حرف المد للتخلص من اِلتقاء الساكنين.

أمثلة أخرى:

{اهْدِنَا الصِّرَاطَ}   {وَلَا الضَّآلِّينَ}   {نَطْوِي السَّمَآءَ}

إذا حرف المد يسقط لفظا في الوصل ويثبت خطا في حال اِلتقائه مع حرف ساكن.




google-playkhamsatmostaqltradent