باب اللامات : شروط تغليظها عند الإمام ورش
أهداف الدرس
1. أن أتعرف معنى تغليظ اللامات.
2. أن أدرك شروط تغليظ اللام عند ورش.
3. أن أتدرب على تغليظ اللام التي اختص بها الإمام ورش.
تمهيد
حرفا الراء واللام يقبلان الترقيق والتفخيم، وقد عرفت من منظومة الدرر
اللوامع متى ترقق الراء ومتى تفخم، وأما اللام فالأصل فيها هو الترقيق؛ لكنها تغلظ
لأسباب، وتغليظها على قسمين: متفق عليه، ومختلف فيه، وحديثنا في هذا الدرس عن
اللام المختلف في تغليظها وترقيقها بين ورش وسائر القراء.
فما شروط تغليظ اللام عند الإمام ورش؟
أقرأ النظم
قال الإمام ابن بري رحمه الله:
القَوْلُ فِي التَّغْلِيظِ لِلَّامَاتِ *** إِذا انْفَتَحْنَ بَعْدَ
مُوجِبَاتِ
غَلَّظَ وَرْش فَتْحَةَ
اللَّامِ يَلِي *** طَاءً وَظَاءً وَلِصَادٍ مُهْمَلِ
إِذَا أَتَيْنَ
مُتَحَرِّكَاتِ *** بِالْفَتْحِ قَبْلُ أَوْ مُسَكِّنَاتِ
أتعرف معاني الألفاظ والعبارات
- أتين : أي الأحرف الثلاثة: الطاء والظاء والصاد.
- مهمل: المهمل من الحروف ما لا ينقط تمييزا له عن شبيهه كالدال
والراء.
يشتمل الدرس على ما يأتي:
أولاً: تغليظ اللامات
الأصل في اللام هو الترقيق؛ لأنه ليس بحرف استعلاء، ولأنه لا يحتاج
لسبب، وقد انفرد ورش بتغليظه بشروط، ومعنى تغليظ اللام تسمينها؛ أي جعلها سمينة
جسيمة، لا تسمين حركتها، ويرادفه التفخيم، غير أن التفخيم غلب استعماله في باب
الراءات، والتغليظ غلب استعماله في باب
اللامات.
ثانيا : شروط تغليظ اللام عند ورش
اختص الإمام ورش في روايته من طريق الأزرق بتغليظ اللام إذا توفرت فيها الشروط الأربعة الآتية:
1. أن تكون اللام ،مفتوحة، فإن سكنت اللام أو كسرت أو ضمت فإنها لا
تغلظ، وإنما خصت اللام المفتوحة بالتغليظ لمناسبته لها وسهولته فيها بخلاف غيرها.
2. أن تلي اللام الطاء أو الظاء أو الصاد، ولا يفصل فاصل بين اللام
وهاته الأحرف الثلاثة، ووجه تغليظ اللام بعد هاته الأحرف الثلاثة، كونها تقتضي
نهاية التفخيم؛ لكونها مستعلية مطبقة، فغلظت اللام بعدها ليعمل اللسان عملا واحدا
فتحصل المناسبة.
3. أن يكون كل حرف من الأحرف الثلاثة مفتوحا أو ساكنا ، لأن الفتح
والسكون خفيفان، بخلاف الضم والكسر.
4. أن تكون الأحرف الثلاثة قبل اللام؛ لأن هاته الأحرف سبب في التغليظ، والسبب إذا كان متقدما يكون أقوى منه إذا كان متأخرا، والعمدة في هذا تواتر النقل والرواية، والتعاليل تابعة لذلك، ولا تغلظ اللام إن جاءت هاته الأحرف الثلاثة بعدها.
وتغلظ اللام إذا اجتمعت هاته الشروط الأربعة، سواء كانت مخففة أو
مشددة، متوسطة أو
متطرفة.
ثالثا: أمثلة للامات المغلظة عند ورش
أ- اللام المفتوحة المسبوقة بالطاء:
مثال الطاء المفتوحة: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ) [البقرة : 227] .
مثال الطاء الساكنة: لم ترد في القرآن الكريم إلا في قوله تعالى: (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر: 5].
ب- اللام المفتوحة المسبوقة بالظاء:
مثال الظاء المفتوحة: ﴿وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الغمام) [الأعراف:160]، ﴿إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمُ أَنفُسَكُم) [البقرة: 53].
ومثال الظاء الساكنة: ﴿وَمَنَ اظْلَمُ﴾ [الأنعام:21]، ﴿وإذَا أَظْلَمَ
عَلَيْهِمْ قَامُوا ﴾ [البقرة:19].
ج- اللام المفتوحة المسبوقة بالصاد
مثال الصاد المفتوحة: ﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلَاة) [البقرة:2]، ﴿وَصَلَواتِ الرَّسُول) [التوبة:100].
ومثال الصاد الساكنة: ﴿وَسَيَصْلَوْنَ
سَعِيراً ) [النساء:10]، ﴿ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ) [إبراهيم: 31].
وهاته أمثلة لما اختل فيه شرط من الشروط :
باب اللامات : ما يجوز فيه الترقيق والتغليف عند ورش
أهداف الدرس
1. أن أتعرف المواضع التي يجوز فيها ترقيق اللام وتغليظه عند ورش.
2. أن أدرك أحكام اللام من
اسم الجلالة.
3. أن أتدرب على إعطاء اللام ما يستحقه من تغليظ أو ترقيق.
تمهيد
بعد أن تعرفنا شروط تغليظ اللام عند الإمام ورش ، سنتعرف في هذا الدرس
مواضع وقع فيها الخلاف، فقد ثبت عنه ترقيقها، وثبت عنه تفخيمها ، وسنتعرف أيضا على
القسم الثاني من اللامات، وهو لام اسم الجلالة المتفق عليه عند كل القراء.
فما هي المواضع التي يجوز فيها الوجهان لورش ؟ وما أمثلتها؟ وما حكم
اللام في اسم
الجلالة؟
أقرأ النظم
قال الإمام ابن بري رحمه الله:
وَالْخُلْفُ فِي طَالَ وَفِي
فِصَالًا *** وَفِي ذَوَاتِ الْيَاءِ إِنْ أَمَالَا
وَفِي الَّذِي يَسْكُنُ
عِنْدَ الْوَقْفِ *** فَغلّظَن وَاتْرُكْ سَبِيلَ الْخُلْفِ
وَفِي رُؤوس الآي خُذُ
بِالتَّرْقِيق *** *** تَتْبَعْ وَتَتَّبِعْ سَبِيلَ التَّحْقِيقَ
أتعرف معاني الألفاظ والعبارات
- والخلف: أي: الوجهان ، تفخيم اللام
وترقيقه.
- أمالا: الألف للإطلاق ، وفاعل «أمال» ضمير مستتر يعود على ورش .
- تَتْبَعْ: أي: إن أخذت بالترقيق تتبع رؤوس الآي بعضها بعضا، فتتناسب
كلها ويكون جميعها على نسق واحد من الإمالة.
تضمنت الأبيات ما يلي:
أولا: المواضع التي يجوز فيها الوجهان لورش
هناك مواضع نقل فيها عن ورش تفخيم لاماتها وترقيقها، وهي:
أ- إذا فصلت الألف بين اللام وأحد الأحرف الثلاثة المتقدمة، وقد مثل
الناظم لذلك بمثالين: ﴿طَالَ﴾ [الأنبياء: 44] و﴿فِصَالًا﴾ [البقرة:231]، ولم يقع
في القرآن الفصل بالألف إلا بين اللام والطاء، وبين اللام والصاد. وقد روى كثير من
أهل الأداء عن ورش في هذا الموضع تغليظ اللام؛ لأن الألف الفاصل حاجز غير حصين،
وروى آخرون ترقيقها لوجود الفاصل.
ب- الألفات ذوات الياء إذا وقعت بعد اللام التي قبلها سبب التغليظ،
ولم يقع ذلك إلا مع الصاد، وذوات الياء الواقعة بعد اللام قسمان: أحدهما ماكان رأس
آية، وسيأتي بعد، والثاني ما لم يأت رأس آية وهي سبعة ألفاظ، جمعت في هذا النص :
سَيَصْلَى تَصْلَى يَصْلَى لَا يَصْلَيهَا *** وَيُصَلَّى مُصَلًّى
مَعْ يَصْلَيهَا
والخلاف في اللام الواقع بعدها ذوات الياء إنما يكون إن أخذنا لورش
بإمالة ذوات الياء؛ لأن اللام على هذا القول جاورها ما يقتضي تغليظها وهو الصاد
قبلها، وما يقتضي ترقيقها وهو إمالة الألف بعدها، وأما إن أخذنا له بفتح ذوات
الياء فلا خلاف في تغليظ اللام؛ ولذلك قال الناظم رحمه الله-: «وَفِي ذَوَاتِ
الْيَاءِ إِنْ أَمَالَا».
ج- اللام المتطرفة التي تغلظ في الوصل ويوقف عليها بالسكون ، قال
الناظم-رحمه الله -: «وَفِي الَّذِي يَسْكُنُ عِنْدَ الْوَقْف».
وقد وقعت في ثمانية ألفاظ، مثل: ﴿ أن يوصَلَ ﴾ [البقرة:26]، ﴿فَلَمَّا
فَصَلَ﴾ [البقرة:247]. فإذا وقفنا على هاته الألفاظ جاز تغليظ اللام إلغاء للعارض
وهو سكون الوقف، وجاز الترقيق اعتدادا بالعارض. فهذه المواضع الثلاثة يجوز في
لاماتها التغليظ والترقيق؛ لكن الأرجح فيها كلها هو التغليظ ، وهو المعمول به؛
ولذلك قال الناظم - رحمه الله : «فَغَلَّظَنْ وَاتْرُكْ سَبِيلَ الْخُلْف».
ثانيا : الألفات ذوات الياء التي جاءت رأس آية
قد سبق بأن الألفات ذوات الياء التي يجوز فيها التغليظ والترقيق هي
الألفاظ السبعة التي لم تأت رأس آية، أما إذا جاءت رأس آية فإن المأخوذ به ترقيق
اللام مع الإمالة لتتناسب الآيات، وتكون جميعها على نسق واحد في الإمالة.
والألفاظ التي جاءت رأس آية ثلاثة، وهي:
- فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلّى﴾
(القيامة :30].
- وذَكَرَ اسْمَ رَبّهِ
فَصَلَّى [الأعلى : 15] .
- عبدا اذَا صَلّى [العلق :10].
وقد جمعت في هذين البيتين:
عَبْدًا إِذَا صَلَّى أَتَتْ مُمَالَةٌ *** صَلَّى وَلَكِنْ جَـاءَ
فِي الْقِيَامَةُ
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ
فَصَلَّى *** ثَلَاثَةٌ تَرْقِيقُهَا
تَجَــــلَّــــى
ثالثا: لام اسم الجلالة
لما ذكر الناظم - رحمه الله - تغليظ اللام المختلف فيه ، ذكر المتفق عليه وهو لام اسم الجلالة فقال:
وَفُخَّمَتْ فِي اللهِ وَاللَّهُمَّـهُ *** لِلْكُلَّ بَعْدَ فَتْحَةٍ أَوْ ضَمَهولام اسم الجلالة يشمل لفظ : «الله» بدون ميم، ولفظ : «اللهم» بالميم،
ولام الكلمتين
تغلظ لكل القراء إذا وقعت بعد فتحة خالصة أو ضمة، نحو: ﴿ سَيُوتِينَا
اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة: 59]، ﴿عَبْدُ اللهِ﴾ [الجن:
19]. وإذا ابتدئ باسم الجلالة غلظت اللام أيضا؛ لأن شرط تفخيمها تقدم الفتح
عليها ولو في اسم الجلالة؛ لأن همزة الوصل في أوله مفتوحة، وأما إذا وقعت بعد كسرة
رققت للكل، نحو: ﴿بِالله﴾ [البقرة:7]، ﴿لله﴾ [الفاتحة:1]، و﴿قلِ
اللَّهُمَّ ﴾ [آل عمران : 26].