اللامات السواكن في القرآن الكريم
القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى المنزّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو آخر الكتب السماوية. ولقد تكفل الله بحفظه من التحريف، قال الله تعالى:
{ إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} سورة الحجر الآية 9
ولهذا وجب على كل مسلم تدبر آياته وترتيلها أحسن ترتيل عند التّلاوة، ومن هنا تعددت القراءات وأحكام التجويد، ومن بين الأحكام سنتعرف الآن على اللّامات السواكن في القرآن الكريم.
اللّامات السواكن
بالنسبة لأنواع اللامات السواكن فهي لا تخرج عن خمسة أنواع: لام التعريف، لام الإسم، لام الفعل، لام الحرف ولام الأمر. إذن هذه هي اللامات السواكن في القرآن الكريم وفي اللغة العربية عموما.
لام التعريف
هي لام ساكنة زائدة عن بنية الكلمة تأتي قبل الأسماء لتعريفها وتسبقها همزة وصل مفتوحة دائما. وعندما نقول زائدة عن بنية الكلمة فهذا يعني أنها ليست من أصل الكلمة، عندما نقول مثلا الْقَمَر، إذا جرَّدنا هذه الكلمة من لام التعريف سنقول قَمَر، إذن فهذه اللام زائدة عن بنية الكلمة، تأتي قبل الأسماء لتعريفها.
لام التعريف تدخل على الأسماء فقط، لا يوجد فعل فيه لام التعريف وتسبقها دائما همزة وصل مفتوحة. نقول الْقَلَم، الْقَمَر. ولام التعريف في القرآن الكريم أو في التجويد لها حكمان: الإظهار والإدغام.
تُظهر لام التعريف عند أربعة عشر حرفا عربيا جمعت في هذه الجملة " إبغ حجّك وخف عقيمه " وتسمى هذه الحروف بالأحرف القمرية ويسمى الإظهار هنا بالإظهار القمري. والإظهار القمري هو إظهار لام التعريف الساكنة مع حروف إبغ حجك وخف عقيمه، واللام هنا تكتب وتنطق. مثل : الْغَيب، الْحَج، الْكَهف...
عندما نرى في القرآن الكريم "وَالْقَمَر" نجد أن اللام مكتوبة ومنطوقة، والحرف الذي جاء بعد اللام (حرف القاف)غير مشدد. عدد حروف الهجاء ثمانية وعشرون حرفا، أربعة عشر منها تظهر عندها لام التعريف، والحروف الأربعة عشر الأخرى تُدغم فيها لام التعريف. هذه الحروف مجموعة في أوائل أحرف هذا البيت : طِب ثم صل رحما تفز ضعف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفا للكرم.
ويسمى بالإدغام الشمسي لأنه يتعلق باللام الشمسية، واللام الشمسية تكتب ولا تنطق، مثل "الشَّجرة، الصَّلاة، الطَّيبات..." اللام مكتوبة ولا تنطق لأنها أدغمت في الشين والشين مشددة.
ملاحظة:
جميع الأسماء يمكن تجريدها من لام التعريف ما عدا:
1- لام لفظ الجلالة الله
2- الأسماء الموصولة مثل : الذي، التي...لأن المعنى لا يستقيم من دونها.
لام الفعل
هي اللام الساكنة الواقعة في فعل سواء كان الفعل ماضيا نحو "اٍلْتَقَى" أو مضارعا نحو "يَلْتَقٍطْهُ" أو أمرا نحو "قُلْ" وحكمها كذلك يدور بين الإدغام والإظهار. بالنسبة للإدغام يكون في حرفين هما "اللام والراء" نحو "قُل رَّب - واجعل لِّي" أما الإظهار فيكون عند بقية الحروف نحو "واحلُلْ عُقدة - يلْتَقطه"
لام الإسم
هي لام ساكنة تقع في الإسم وتكون من أصل الكلمة ودائما متوسطة، أي تكون وسط الكلمة ومن أصلها ولا يستقيم المعنى بحذفها، لا يوجد اسم فيه لام ساكنة في آخره، إنما تكون دائما متوسطة. وحكمها الإظهار وجوبا، أي مع جميع الحروف بغض النظر عن ما سيأتي بعدها، مثل: سلْسبيلا، سلْطان، ألْفافا...
لام الحرف
هي لام ساكنة أصلية في حرف وتأتي دائما متطرفة (هَلْ - بَلْ). لانجد حرفا في اللغة العربية في وسطه حرف اللام، إنما تأتي دائما متطرفة، وتكون في حرفين فقط وهما (هَلْ - بَلْ) لا ثالث لهما.
حكمها مثل حكم لام الفعل، الإدغام في اللام والراء مثل: بل لَّا يخافون - بل رَّفعه - هل لَّكُم... والإظهار مع بقية حروف الهجاء نحو: بلْ تَاتيهم، بلْ نَحن، هلْ نُنبئكم...
لام الأمر
هي لام زائدة عن بنية الكلمة تدخل على الفعل المضارع فتحوله إلى صيغة الأمر، وتكون ساكنة عندما يسبقها أحد حروف العطف (ف-و-ثم)
الأفعال في اللغة العربية إما تدل على الماضي أو المضارع أو الأمر. في الماضي يعني الفعل يدل على حدث وقع في زمان سابق. المضارع هو الآن. الأمر هو مستقبلا، نقول افعل كذا، يعني ستفعلها في المستقبل.
فالفعل المضارع مثلا عندنا : تأْتٍي، تأتي الآن، أو تقُومُ، تقوم الآن. لكن إذا دخلت هذه اللام الساكنة تحوله إلى صيغة الأمر، وتكون ساكنة عندما يسبقها أحد حروف العطف، إما الواو أو الفاء أو ثم. مثلا عندنا يَكْتُبُ، هذا فعل مضارع، يَكْتُبُ الآن، لكن دخلت عليه هذه اللام، لام الأمر مسبوقة بفاء (فَلْيَكْتُبْ) أصبح الآن أمر. وكذلك (وَلْتَاتِ - ثُمَّ لْيَقْطَع)
في هذا الفيدوا كل ما شرحناه أعلاه