شرح مقدمة الجزرية
في هذا الموضوع سوف نتطرق لشرح جميع أبواب مقدمة الجزرية، ولقد وضعت رهن إشارتكم في آخر هذا المقال رابط لتحميل ملف PDF الذي ستجدون فيه جميع ما شرحت وكذلك ستجدون فيديو أشرح فيه جميع أبواب هذه المقدمة.
المقدمة
يقول راجي عفو رب سامع محمد بن الجزري
الشافعي، يقول هو فعل مضارع مأخوذ من القول مرفوع بالضمة
الظاهرة في اخره، راجي؛ الرجاء هو الطمع في ما يمكن حصوله بخلاف التمني فهو الطمع
في شيء لا يمكن حصوله، والعفو هو الصفح و التجاوز عن ما اقترفه العبد في الماضي،
الرب هو رب العالمين وسامع اي انه سامع لرجاء عبده ولرجاء غيره، قوله محمد بن
الجزري، محمد هو محمد بن محمد بن الجزري، الجزري نسبة لجزيرة بن عمر ومن طبيعة
الحال لا نتحدث عن عمر الصحابي رضي الله عنه فينبغي ان نتنبه لهذه المسالة فابن
عمر هنا هو عبد العزيز وليس الصحابي رضي الله عنه وارضاه، الشافعي هنا نسبة الى
مذهب الامام الشافعي عليه رحمه الله. ثم قال الناظم رحمه الله الحمد لله وصلى الله
على نبيه ومصطفاه، الحمد هو الثناء على الله سبحانه وتعالى وهذا الشطر {وصلى
الله} انتقد على الناظم رحمه الله قالوا ذكر الناظم الصلاة ولم يذكر التسليم، مع
أن في عرف اهل العلم ان الصلاة والتسليم مقرونان لا يفترقان، فكرهوا ذكر التسليم لوحده
دون الصلاة والعكس لذلك لابد في الصلاة ان تثنى بالتسليم على رسول الله صلى الله
عليه وسلم واستندوا على ذلك بقوله تعالى "يا ايها الذين امنوا صلوا عليه
وسلموا تسليما" فأهل العلم اوّلو للناظم رحمه الله قالوا لا يسعه النظم لكي
يذكر التسليم ولعله ذكره لفظا ولم يكتبه ومنهم من قال انه استدركه في اخر النظم
حيث قال في البيت والحمد لله لها ختام ثم الصلاة بعد والسلام، فاستدرك التسليم في
اخر المنظومة ثم قال على نبيه ومصطفاه، اي ان هذه الصلاة على النبي صلى الله عليه
وسلم ومصطفاه وهو الذي اصطفاه الله سبحانه وتعالى، ثم قال بعد ذلك محمد واله
وصحبه ومقرئ القران مع محبه، محمد اسم يطلق على من كثرت خصاله الحميدة وهو
محمد صلى الله عليه وسلم، واله وهم مؤمنو بني هاشم ومؤمنو بني عبد المطلب، وصحبه
هي اسم جمع لصاحب وهم من لقي النبي صلى الله عليه وسلم وهو مؤمنا به ومات على الإسلام،
والواو في واله وصحبه بمعنى على، اي على اله وعلى صحبه ومقرئ القران مع محبه،
والمقرئ هو من جمع القراءات كلها ويدرسها والقارئ هو من جمع ثلاث قراءات كمثل ابن
كثير وعاصم ونافع برواتهم.
مقرئ القرآن،
فلا شك ان من يُقرئ القرآن له فضل كبير وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم "خيركم
من تعلم القران وعلمه" وقوله هنا معْ محبه فالعين هنا ساكنة للضرورة الشعرية،
مُحبّهِ، اختلفوا هنا في هاء الضمير هل هو يعود على محب القرآن او محبي النبي صلى
الله عليه وسلم؟ وكلاهما صحيح انت من محبي القرآن او النبي صلى الله عليه وسلم
فانت على الخير ثم قال الناظم رحمه الله، وبعد إن هذه مقدمه فيما على قارئه ان
يعلمه، قوله وبعد أي وبعد الحمد لله والصلاة على نبيه الكريم صلى الله عليه
وسلم وعلى حامل القرآن وعلى محبه يقول لنا ان هذه مقدمه اي جعل هذه المنظومة
المباركة ومدخلا لتعلم علوم قواعد التجويد، وقال فيما على قارئه ان يعلمه اي فيما يجب
على قارئ القران أن يعلم من قواعد التجويد ثم قال، اذ واجب عليهم محتم، اي
واجب ومحتم على القراء لأنه قال عليهم، واجب عليهم تعلم قواعد التجويد قبل
الشروع اولا ان يعلموا اولا هي تأكيدا لما قبلها، أن يتعلموا مخارج الحروف
والصفات، مخارج هي جمع مخرج وهو المكان الذي يخرج منه الحرف والصفات في علم التجويد
هي كيفية تولد دخول الحرف وخروجه من مخرجه، هل مفخما او مرققا ؟ هل يجري معه النفس
او ينحبس عنده النفس الى غير ذلك وقال افصح اللغات، اي يجب ان نتعلم ما سبق
ذكره لكي ننطق بأفصح اللغات اي لغة قريش لغة محمد صلى الله عليه وسلم وهي لغة أهل
الجنة.
ثم قال: محرري
التجويد والمواقف، اي يُحسن القارئ التجويد بكلام الله سبحانه وتعالى فلابد من
ان يُحسِّن القارئ ألفاظه بتجويدها وتحسينها بعد ضبطه لمخارج الحروف وصفاتها،
وقوله والمواقف أي مراعاة للوقف والابتداء. ثم قال وما
الذي رسم في المصاحف اي وايضا ينبغي ان يعتني برسم المصحف فهو من شروط قبول الرواية
والقراءة، فلها ثلاثة شروط، الشرط الاول ان توافق الرسم العثماني والشرط الثاني ان
تأتي بالتواتر بمعنى صحة السند والشرط الثالث ان توافق وجها من وجوه العربية فاذا
اختل شرط من هذه الشروط فتكون القراءة شاذّة، قال من كل مقطوع وموصول بها،
اي المقصود بالرسم ما رسم موصولا وما رسم مقطوعا، مثلا فيما هل اذا اراد
الانسان ان يقف هل يقف عند في او فيما ، في المصحف "في ما"
متصلة او مفروقة وكذلك كلمة "أن لا" هل رسمت "أن لا" مفروقة
أم متصلة "ألّا" فهذا يجب ان يعلمه الانسان في كتاب الله عز وجل، قال وتاء
انثى لم تكن تكتب بها بمعنى التاء هل كتبت التاء مربوطة او مبسوطة؟ حتى يعلم
الانسان كيف يقف، هل يقف رحمهْ او رحمتْ لذلك يجب على الانسان ان يتعلم كيف رسمت
هذه الكلمات ليعلم كيفية الوقف عليها، وكلمة تكتب، الاصل ان يقول تكتبُ لأنه
خبر كان، ولكنها سكنت للضرورة الشعرية، وأدغمت الباء الاولى في الثانية يعني مثلين
فصارت تقرأ تكتب بِّها والاصل فيها ان نقول بهاء ولكن حذفت الهمزة
من اجل الوقف.
باب مخارج الحروف
المخارج جمع
مخرج والخروج نقيض الدخول وفي الاصطلاح هو الحيز المولد للحرف بمعنى مكان معين
محدد يخرج منه الحرف، والعلماء تسهيلا على طالب القرآن جمعوا حرفين او ثلاث في
مخرج واحد والا فكل حرف له مخرجه الخاص به. لذلك يقول بعضهم: والحصر تقريب وبالحقيقة لكل حرف بقعة دقيقة اذ قال جمهور الورى ما نصه لكل حرف بقعة تخصه. الحصر اي حصر المخارج، الحصر تقريب أي ان هذه المسالة تقريبية بالنسبة
لعلماء التجويد والقراءات يقربون المخارج لطالب القرآن، والحقيقة، ان كل حرف له
مخرج خاص به ولكنهم جمعوا الحروف التي تقاربت في المخرج سهيلا للحفظ لان المخارج
الاصل فيها ان تحفظ عن ظهر قلب.
اذ قال جمهور
الورى ما نصه اي اذ قال جمهور العلماء لكل حرف بقعة تخصه. والمخارج تنقسم الى قسمين من اهل العلم من عبر فقال: مخارج عامة
ومخارج خاصة، ومنهم من عبر فقال: مخارج كلية ومخارج جزئية، وكلاهما صحيح. الشاهد
ان المخارج العامة هي خمسة:
الجوف ثم
الحلق ثم اللسان ثم الشفتين ثم الخيشوم.
اي خمسة
مخارج، لا تجد حرفا يخرج من مخرج غير هذه المخارج، والمخارج الخاصة او الجزئية هي
اجزاء ضمن هذه المخارج العامة.
الحروف تنقسم
الى قسمين حروف اصلية وحروف فرعية، الاصلية على القول الراجح هي 29 حرفا اما
الحروف الفرعية التي لا يعرفها الكثير من الناس وهي ثمانية عرفها اهل العلم بقولهم
وهي التي تخرج من مخرجين او تتردد بين صفتين؛ الأول: الهمزة المسهلة بين بين ثانيا
الالف الممالة ثالثا الالف المفخمة مثل الف وقبلها حرف مفخم مثل كلمة الطّامة رابعا اللام المغلظة خامسا
النون المخفاة، تختلط بالحرف الذي بعدها، سادسا الميم الساكنة فاذا اظهرت التحقت
بالحروف الاصلية ولكن اذا ادغمت فإنها تصير من الحروف الفرعية مثلا من مَّاء.
لذلك الناظم
بوّب باب مخارج الحروف، قال الناظم رحمه الله: مخارج الحروف سبعة عشر على الذي يختاره من اختبر. قال الناظم
رحمه الله لم يطالب القران ان عدد مخارج الحروف 17 او بتعبير اخر ان المختار عند
ابن الجزري رحمه الله ان عدد مخارج الحروف واشار للخلاف بقوله: الذي يختاره
من اختبر، اي على المختار لا يعني ان الاقوال الاخرى ضعيفة، اي على المختار عند
ابن الجزري، { من اختبر} اي اهل الخبرة، وهم علماء التجويد والقراءات، اختاروا ان
مخارج الحروف 17، ومعلوم هذا الخلاف يتردد بين ثلاثة اقوال: المذهب الاول وهو مذهب الذين يقولون انها 16 وهذا مذهب
سيبويه ومذهب الامام الشاطبي ومذهب ابن بري الرباطي، فهؤلاء اسقط مخرج الجوف،
وقالوا بان حروفه ليس لها مخرج محقق، بل مخرج المقدر فاسقط مخرج الجوف بالمرة. فكانت 16
ومنهم من قال انها 14 وهم:
الفراء وابن
كيسان. وغيرهم، فهؤلاء أسقطوا الجوف ولكنهم جعلوا مخرج النون واللام والراء يخرج
من مخرج واحد، جعلوا هذه المخارج الثلاثة في مخرج واحد فكانت 14. والمذهب
المختار وهو الثالث وهو مذهب الخليل بن احمد الفراهيدي وتبعه ايضا ابن الجزري،
فهؤلاء قالوا انها 17، فاثبتوا الجوف وجعل النون واللام والراء كل واحد من هذه
الحروف يخرج من مخرجه الخاص وهذا هو المختار عند ابن الجزري. ثم قال الناظم: فالف الجوف واختاها وهي حروف مد للهواء تنتهي، فالف
الجوف أي الالف التي تخرج من الجوف، واختاها، الهاء هنا تعود على الواو والياء. الألف
المفتوح ما قبلها والواو المضموم ما قبلها والياء المكسور ما قبلها. وقال وهو
يصفها:
وهي حروف مد،
حتى لا تختلط بالواو التي تخرج من الشفتين او بالياء التي تخرج من وسط اللسان،
وقال للهواء تنتهي اين تنتهي بانتهاء الهواء، لذلك تسمى بالحروف الهوائية وتسمى
ايضا بالحروف المدية وتسمى بالحروف الجوفية، وفي هذا البيت يتكلم عن المخرج العام
الاول وهو الجوف، ويخرج منه الالف والواو والياء ولكن المدية، فهذه الحروف الثلاثة
الجوف وليس لها مخرج محقق اي معين تخرج منه، لا نقول مثلا من اقصى الجوف او وسط
الجوف او أدنى الجوف بل الجوف كله مخرج لها. ومخرجها مقدر وليس محقق كما في الحلق واللسان والشفتين بل
مخرجها مقدر، فالمخرج المحقق هو ما كان له حيز معين يخرج منه، والمخرج المقدر ما
ليس له حيز معين يخرج منه.
ثم قال: ثم لأقصى
الحلق همز هاء ثم لوسطه فعين حاء ثم اشارة الى الانتقال من مخرج عام الى
مخرج اخر عام، انتقل من الجوف الى الحلق فقال ثم. قال بان الحلق الذي هو مخرج عام ينقسم الى ثلاث: اقصى الحلق
في ما يلي الجوف، ووسط الحلق، وادنى الحلق في ما يلي اللسان. قال الناظم ثم لأقصى الحلق همز هاء: اي يخرج من اقصى الحلق حرفان وهما الهمزة والهاء، وتسمى
الهمزة بأعمق الحروف لأنه اول حرف له مخرج محقق، ثم لوسطه فعين حاء، اي يخرج من
وسط الحلق حرفان وهم العين والحاء.
وقال ادناه
غين خائها اي يخرج من ادنى الحلق حرفي الغين والخاء، ثم انتقل من الحلق الى اللسان
فقال:
والقاف اقصى
اللسان فوقه؛ بمعنى ان القاف تخرج من اقصى اللسان، يعني لما انتهينا من الحلق مباشرة نجد
اللسان واقصى اللسان ويخرج منه حرف القاف، يخرج حرف القاف من اقصى اللسان مع ما
يقابله من الحنك الاعلى.
ثم قال
الناظم:
ثم الكاف
اسفل، بمعنى نفس
الكلام الذي قلناه على القاف، اقصى اللسان مع
ما يقابله من الحنك الاعلى، فكلاهما يخرج من اقصى اللسان لكن القاف فوق والكاف
اسفل منه ثم قال والوسط فجيم الشين يا، انتقل من اقصى اللسان الى وسط
اللسان مع ما يقابله من الحنك الاعلى ويخرج منه حرف الجيم والشين والياء. ثم قال: والضاد من
حافته اذ وليا الاضراس من ايسر او يمناها، اي ان الضاد يخرج من احدى حافتي
اللسان اليمنى او اليسرى، وحافة اللسان مع انضمام الاضراس وحافة اللسان تضغط على
الاسنان العليا فيصدر صوت من بداية الحافه الى نهايتها بالاستطالة. ثم قال: واللام
ادناها لمنتهاها، بمعنى لما تكمل حافه اللسان او احداها فإنك ستجد مخرج اللام، ويسمى عند
العلماء بأوسع المخارج، فمخرج اللام هو اوسع المخارج ويخرج حرف اللام من طرف اللسان
مع لِثت الاسنان العليا.
ثم قال: والنون من
طرفه تحت اجعلوا والرّا يدانيه لظهر ادخلوا، بمعنى ان النون تخرج من طرف اللسان
اي راس اللسان مع لثت الاسنان العليا، وحرف الراء بين النون وبين اللام اي يخرج من
طرف اللسان مع لثت الاسنان العليا أدخل قليلا جهة ظهر طرف اللسان.
ثم قال: والطاء
والدال وتا منه و من علي الثنايا، اي هذه الحروف الثلاثة الطاء والدال والتاء تخرج من
طرف اللسان ومن اصول الثنايا العليا، وهما جذور الاسنان، ثم قال: والصفير
مستكن منه و من فوق الثنايا السفلى، اي حروف الصفير الثلاثة والتي هي
الصاد، الزاي والسين والتي سيأتي ذكرها في باب الصفات. وقوله مستكن اي
مستقر، مخرجه استقراره، منه، الضمير يعود على طرف اللسان، ومن فوق الثنايا
السفلى، اي تخرج من طرف اللسان الذي هو راس اللسان مع رؤوس الثنايا السفلى. والظاء
والذال وثا للعليا، اي نفس الكلام الذي قاله في حروف الصفير نعكسه اي تخرج
الظاء والذال والثاء من طرف اللسان مع رؤوس الثنايا العليا. ثم قال:
من طرفيهما
ومن بين الشفه فالفا مع اطراف الثنايا المشرفه، اذا بعد ما انتهى من المخرج العام
الذي هو اللسان وهو الذي اشتمل اكثر المخارج الجزئية، اشتمل على عشرة، انتقل الى
المخرج العام الذي يليه ولهم مخرجين خاصين، المخرج الاول وهو باطن الشفة السفلى مع
رؤوس الثنايا العليا، ويخرج منه الفاء، والشفتين معا يخرج منهما الواو والباء
والميم، ثم قال:
للشفتين
الواو باء ميم، اي من طباق الشفتين معا يخرج الواو والباء والميم، ثم انتقل الى الخيشوم وهو
المخرج العام الاخير وغنة مخرجها الخيشوم، والغنة هي صوت يخرج من الخيشوم،
ونستفيد من هذا الشطر ان الطالب يجب عليه ان يحرص على ان يخرج الغنة من الخيشوم لا
يجب ان يخرج الطالب الغنة من فمه خصوصا في الاخفاء.
<><>
باب الصفات
بعد ما
تعرفنا على مخارج الحروف اي من أين يخرج الحرف، سوف نتعرف في هذا الباب عن صفات
الحروف اي كيف يخرج هذا الحرف، هل هو مفخم أم مرقق؟ هل هو شديد أم رخو؟ هل يجري
معه النفس أم ينحبس عنده النفس؟ الى اخره. الصفة في اللغة هي ما قام بالشيء من المعاني كالطول
والقصر، وكالسواد والبياض الى غير ذلك وفي الإصطلاح هي كيفية تولد الحرف وخروجه من
مخرجه.
والصفات
تنقسم الى قسمين:
صفات لازمة
وصفات عارضة، الصفات اللازمة هي التي تلزم الحرف في جميع حالاته سواء كان مفتوحا
او مكسورا او مضموما او كيفما كان، فإنها لازمة كالشدة والجهر وكالرخاوة الى غير
ذلك، فهي صفات لازمة للحرف مخلوقة معه. وهناك صفات عارضة تعرض للحرف في حال دون حال كالادغام
والاظهار والقلب الى غير ذلك، فهذه صفات عارضة قد تكون في موطن ولا تكون في موطن
اخر، و فائدة الصفات هي تحسين التلاوة وتزيينها واعطائها حقها ومستحقها.
اختلفوا اهل
العلم في عدد الصفات، فذهب مكي ابن ابي طالب في كتابه الرعاية الى ان عددها اربعة
واربعين صفة، وذهب ابن الجزري في كتابه التمهيد الى انها 34 صفة، ولكن ابن الجزري رحمه الله اقتصر
في هذه المقدمة باعتبارها مقدمه اقتصر فيها على اهمها وهي 17 صفة، ذلك قال الناظم
رحمه الله:
صفاتها جهر
ورخو مستفل منفتح مصمتة والضد قل، صفاتها بمعنى صفات الحروف جهر ورخو ومستفل ومنفتح
ومصمتة، ولم يقف هنا بل قال والضد قل، يعني اضداد هذه الصفات الخمسة، ضد الجهر هو
الهمس وضد الرخاوة هو الشدة وضد المستفل هو المستعلي وضد المنفتح هو المطبق وضد
المصمت هو المذلق.
بمعنى
المجموع عشرة.
ومن هنا
نستفيد ان الصفات تنقسم الى صفات لها ضد وصفات لا ضد لها. ثم قال مهموسها فحثه شخص سكت، اي مهموس الحروف،
وحروف الهمس هي فحثه شخص سكت ، والهمس في اللغة هو الخفاء، وفي الاصطلاح هو
جريان النفس مع حرف لضعفه وضعف الاعتماد عليه في موضع خروجه، فهذه الحروف العشرة فحثه
شخص سكت، فيها الهمس.
ويظهر ذلك
اذا كانت ساكنة، مثلا حرف الفاء في كلمة المفْلحون وحرف الحاء في كلمة المحْسنين
وحرف الهاء في كلمة المهْتدين الى غير ذلك. اذا عرفنا الهمس بانه جريان النفس وضده الجهر وهو انحباس
النفس، فهذه الحروف العشرة نطرحها من الحروف الهجائية فما بقي فهو حروف الجهر وهو
الحباس النفس مع الحرف لقوته ولقوة الاعتماد عليه.
ثم قال شديدها لفظ اجد قط بكت، ضد
الرخاوة الشدة، والشدة هي انحباس الصوت مع الحرف لقوته ولقوة الاعتماد عليه في
موضع خروجه، وعكسه الرخاوة وهي جريان الصوت مع الحرف لضعفه وضعف الاعتماد عليه في
موضع خروجه، شديدها لفظ اجد قط بكت ، فهذه الحروف فيها صفة الشدة وباقي حروف
الهجاء فيها صفة الرخاوة، ثم قال: وبين
الرخو والشديد لن عمر، فهناك صفة اخرى وتسمى صفة
التوسط او الحروف البينية أو تسمى الحروف بين بين، فهذه الحروف لا ينحبس عندها
الصوت لتكون من حروف الشدة ولا هي يجري معها الصوت حتى تكون من حروف الرخاوة لذلك
كانت بينهما. ثم قال: وسبع علو خصّ ضغط قظ حَصَرْ، هنا انتقل
الى حروف الاستعلاء وهي ضد الاستفال، وقال ان حروفه سبعة { خص ضغط قظ } وسميت بذلك
لان اللسان يستعلي جهة الحنك الاعلى عند النطق بهذه الحروف، وقوله حَصَرْ اي
محصورة في هذا الكلام { خص ضغط قظ } وما عدا هذه
الحروف الهجائية فهي حروف الاستفال. استفال في اللغة هو الانخفاض وفي الاصطلاح هو
انخفاض اللسان عند خروج الحرف عن الحنك الاعلى. ثم قال: وصاد ضاد طاء ظاء مطبقة، فهذه الحروف الاربعة هي من حروف الاطباق، لان فيها الجهر
وفيها الشدة، وضد الاطباق الانفتاح، الانفتاح في اللغة هوالافتراق، شيء فارق شيء
واصطلاحا هو تجانس اللسان عن الحنك الاعلى حتى يخرج الريح عند النطق بالحرف، يعني
ما قلناه في الاطباق خلافه نقوله في الانفتاح لأنه ضده، اذن حروف الهجاء نطرح منها
حروف الاطباق تعطينا حروف الانفتاح. ثم قال: وفر من لب
الحروف المذلقة، اي ان الحروف
المذلقة مجموعة في فر من لب والإذلاق ضده الاصمات، والإذلاق في
اللغة هو الفصاحة والخفة وفي الاصطلاح هو خفة الحرف عند النطق به لخروجه من ذلق
اللسان او الشفة. ذلق اللسان هو طرف اللسان لأنه كما تلاحظون ان
حروف فر من لب تخرج اما من طرف اللسان او الشفتين. والميم والباء من
الشفتين الراء والنون واللام من طرف اللسان. والاصمات في
اللغة هو المنع ومأخوذ من صمت اي منع نفسه من الكلام، وفي الاصطلاح يقولون هو ثقل
يعتري اللسان عند النطق بحروفه. وحروف الاصمات هي ما عدا حروف فر من لب
حروف الاذلاق.
ثم قال
الناظم رحمه الله:
صفيرها صاد
وزاي سين، انتقل الان
الناظم للكلام عن الحروف اللاضدية، وقال صفيرها اي صفير الحروف، الصاد والزاي
والسين، و الصفير لغة هو حدة الصوت، وفي الاصطلاح هو صوت زائد يخرج من بين الشفتين
عند النطق بأحد حروفه.
فهذه الحروف
يخرج معها صوت يسمى بالصفير.
في السكون
وفي الشد اكثر، مثلا الصَّادقين، اصْلوها، يكون أشد. وحرف الزاي مثلا الزّبانية، والسين مثلا؛ مسلمون
السائحون.
في المتحرك
فيكون أخف، { صَ صُ صٍ - زَ زُ زِ - سَ سُ سِ} وهذه مراتب الصفير. واقوى ذلك في
الصاد بسبب الإستعلاء والاطباق الذي فيها. ثم بعده ياتي الزاي بسبب الجهر الذي فيها، ثم بعده السين
وهي اضعفها من اجل الهمس الذي فيها.
ثم قال
الناظم رحمه الله:
قلقللة قطب
جد واللين، انتقل الى الصفة الثانية الغير ضدية وهي القلقلة، والقلقلة هي شدة الصوت في
الاصطلاح هي اضطراب مخرج الحرف عند النطق به لقوته وقوة الاعتماد عليه في موضع
خروجه، قطب جد، فهذه الحروف هي حروف القلقلة، وكما تعلمون ان للقلقلة مراتب
اعلاها المشدد الساكن الموقوف عليه كقوله وتَبّ. فهي ليست كوقفنا على كلمة عذاب. ثم بعدها
الساكن الغير المشدد الموقوف عليه مثل:
العقاب، ثم المرتبة
الاخيرة وهي الموصول او المدرج في الكلمة، نحو خلقْنا ونحو لم يلدْ ولم
يولد.
ثم قال الناظم رحمه الله: واللين واو ياء سكنا وانفتحا قبلهما، بمعنى ان اللين يكون في الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما، فهذان الحرفان يسميان بحروف اللين، واللين في اللغة هو السهولة وفي الاصطلاح هو خروج الحرف من مخرجه بيسر من غير كلفة على اللسان. مثلا: قريش، خوف... ثم قال: والانحراف صححا في اللام والرا، والانحراف في اللغة هو الميل والعدول وفي الاصطلاح هو ميل الحرف بعد خروجه الى طرف اللسان الى ان يتصل بمخرج غيره. والانحراف صححا، اي الصحيح من الاقوال في اللام والراء في غيرهما، كمثلا يقول: والطولْ عوض عن قوله والطورْ، يعني يحرف الراء الى اللام، ثم قال رحمه الله: وبتكرير جعل، اي ان الراء بتكرير جعل، اي ان صفة التكرير صفة لازمة للراء، فينبغي ان يحذرها القارئ، فهي صفة سلبية، لا ينبغي ان تكون في الراء. لذلك يقول اهل العلم " التكرير لغة هو اعادة الشيء عدة مرات" وفي الاصطلاح هو ارتعاد طرف اللسان عند التلفظ به. ثم قال الناظم رحمه الله: وللتفشي الشين، اي ان الشين فيها صفة التفشي، وهو لغة الانتشار، يقال تفشى الخبر في الناس اي انتشر، والمعنى هنا ان الهواء ينتشر في الفم عند النطق بحرف الشين حتى يتصل بمخرج اخر. وختم بقوله ضادا استطل. اي ان حرف الضاد فيه صفه خاصه به وهي الاستطالة وهي في اللغة الامتداد وفي الاصطلاح هي امتداد الصوت من اول احدى حافتي اللسان او كلا حافتين اللسان من الامام الى الخلف مع انضمام الاضراس، ويجب ان انبه الى ان الحرف الواحد قد يجمع صفات كثيرة.
باب التجويد
ثم قال: وهو اعطاء الحروف حقها من صفه لها ومستحقها، وهو اعطاء الحروف حقها من الصفات اللازمة، ومستحقها اي من الصفات العارضة، ثم قال: ورد كل واحد لاصله و اللفظ في نظيره كمثله، اي ترد كل حرف الى مخرجه الذي يخرج منه، وقال واللفظ في نظيره كمثله اي اذا طبقت حكما من الاحكام فجاءتك كلمة نظيرتها واختها ومثلها فينبغي ان تساويهما، مثلا اذا قرأت في المد العارض للسكون باربع حركات حسب الرواية، فيجب ان تقرا باربع حركات للمد العارض للسكون حتى تنهي قراءتك ولا ينبغي ان تقرأ مرة باربع حركات ومرة بحركتين فهذا لا يجوز. ثم قال: مكملا من غير ما تكلف في النطق بلا تعسف، مكمِّلا او مكمَّلا كلاهما صحيح، من غير ما تكلف، أي أن التجويد لا ينبغي ان يتكلف فيه الطالب، بل يجب ان يكون ذلك باللطف في النطق بلا تعسف. ثم قال: وليس بينه وبين تركه الا رياضة امرئ بفكه، اي ليس بينك وبين تعلم التجويد واتقان التجويد الا انت تعلم ذلك على المشايخ، ولذلك هناك مراتب للقراءه: التحقيق والتدوير والحدر، لابد في هذا الباب ان نتعلم هذه المراتب وكلها يجمعها الترتيل.
باب التفخيم والترقيق
واعطى مثالين
وهما كلمة حبِّ وكلمة الصبْر، ثم قال:
وربوة اجتثت
وحج الفجر، فينبغي
قلقلة الباء في كلمة ربوة وننتبه لحرف الجيم في كلمة اجتثت ولا نقول اشتثت. وكذلك نفس
الشيء بالنسبة لكلمه الحج و كلمه الفجر.
ثم انتقل الى
القلقلة فقال:
وبينن مقلقلا
ان سكنا وان يكن في الوقف كان ابينا. حروف القلقلة التي سبق وذكرناها وهي مجموعه في قطب جد. وعندما يكون
احد هذه الحروف فوقه سكون فيجب قلقلته.
وعند الوقف،
وان يكن في الوقف كان ابينا.
يعني عند
الوقف على حرف من حروف القلقلة كمثل:
الحق، حرف
القاف هنا يكون اشد بيانا ووضوحا، ثم قال الناظم: وحاء حصحص احطت الحق وسين مستقيم يسطو
يسقو.
اي مما ينبغي
ترقيقه حرف الحاء من كلمه حصحص، وكلمه احطت ادغمت ذاتا لا صفة، يعني صفتها لازم ان
تبقى.
وقال كذلك
يجب ان نرقق حرف السين من كلمه مستقيم لكي لا ننطقها كالصاد، وكذلك كلمة يسطو لا
نفخم السين حتى ننطقه مثل حرف الصاد وكذلك الامر بالنسبة كلمة يسقون.
باب الراءات
قال الناظم
رحمه الله
: ورقق الراء
اذا ما كسرت كذاك بعد الكسر حيث سكنت، الخطاب هنا موجه الى طالب القران،
عليك ايها الطالب ان ترقق الراء خصوصا اذا كانت في حاله الكسر، نحو رِجال - رِزق. الراء تفخم
اذا كانت مضمومة او مفتوحة، نحو:
رَبي ، رُبما. وهذه قاعده
عامة، اما اذا كانت ساكنة، كان ما قبلها مفتوحا فان الراء تفخم نحو تَرْمِيهم. واذا كان ما
قبلها مضموما كذلك تفخم نحو زُرْتم.
ثم قال: ان لم تكن من
قبل حرف استعلا او كانت الكسرة ليست اصلا، هذه استثناءات، لم تكن من قبل حرف
استعلاء مثل كلمة قِرْطاس، الراء جاءت ساكنه وقبلها كسره متصلة بها من نفس الكلمة. وتفخم لان
بعدها حرف استعلاء وهو حرف الطاء.
ثم قال: او كانت
الكسرة ليست اصلا، مثل كلمة بِرَب.
الكسرة في
حرف الباء ليست من نفس الكلمة لان كلمه رب هي كلمه لوحدها. ثم قال:
والخلف في
فرق لكسر يوجد واخفي تكريرا اذا تشدد، اي كلمه فرق من قوله تعالى: "
فكان كل فرق كالطود العظيم"
في هذه الكلمة
وقع خلاف عظيم عند العلماء حتى قال الامام المرعشي رحمه الله اختلف اهل الاداة في
تفخيم الراء في كلمه فرق فمنهم من فخمها نظرا لحرف الاستعلاء بعدها من هم من رققها
للكسر في حرف الاستعلاء، لان حرف الاستعلاء قد انكسرت قوته المفخمة لتحركه بالكسر
المناسب للترقيق أو لكسر يوجد قبله وهذا كلام الامام المرعشي رحمه الله، يبين هذا
الخلاف العظيم بين العلماء.
لكن الامام
الجزري رحمه الله قال والوجهان صحيحان، الا ان النصوص المتواترة على الترقيق،
ولذلك قال صاحب السلسبيل الشافي:
وفرق ان خلاف
فيه اشتهر لان الاستعلاء بعدها انكسر.
ولكن قال بعض
العلماء الكبار كلمه فرق في حالة الوصل القاف مكسورة، في ادنى مراتب التفخيم،
فالراء ترقق لا تؤثر، بينما اذا وقفنا فان القاف ترتقي فتصل الى المرتبة الرابعة
مرتبه الساكن.
قالوا التفخيم
وقفا والترقيق وصلا و هذا الذي ترتاح اليه النفس. ثم قال الناظم: واخف تكريرا اذا تشدد، بمعنى ان
التكرير هو صفه سلبيه عند الراء فلا ينبغي المبالغة فيها ولا ينبغي اظهارها.
<><>
باب اللامات
قال الناظم
رحمه الله:
وفخم اللام
من اسم الله عن فتح او ضم كعبد الله، توجه الناظم كلامه لطالب القران، يقول له فخم اللام من
لفظ الجلاله الله، متى نقول الله بتفخيم اللام ومتى نقول الله بترقيق اللام؟
والتفخيم في اسم الجلاله الله يكون اذا كان الحرف الاخير من الكلمة المنتهية مضموم
او مفتوح، واعطانا مثال"
كعبدُ الله" او " عبدَ
الله"
الحرف الاخير
قبل لفظ الجلاله مضموم وبالتالي نفخم اللام في لفظ الجلالة الله، اما اذا كان
مكسور نرقق اللام مثل "بسمِ الله"
ثم قال: وحرف
الاستعلاء فخم واخصصا لاطباق اقوى نحو قال والعصا، اريد ان يقول لنا الناظم يجب ان
نفخم حروف الاستعلاء وهي خص ضغط قظ، قال واخصصا اي واخصص منها اي من حروف
الاستعلاء، واخصصا الاطباق، وحروف الاطباق هي الصاد والضاد والطاء والظاء، هذه
الحروف الاربعة نخصها بالاطباق فهي اقوى حروف الاستعلاء. واعطانا امثلة، قال الناظم نحو قال والعصا. ماما ماما
قال هي مثال لحروف الاستعلاء، والعصا هي مثال لحروف الاطباق، وخلاصه هذا البيت ان
حروف الاستعلاء هي مفخمة واقواها هي الصاد والضاد والطاء والظاء. ثم قال: وبين الاطباق
من احطت مع بسطت والخلف بنخلقكم وقع، انتقل فقال وبين الاطباق، مثال لهذه الكلمات؛ كلمه
احطت، هذه فيها ادغام ناقص ادغمت الطاء في التاء ذاته لا صفة. كلمه بسطت، وقوله والخلف بنخلقكم وقع، اي وقع الخلاف في
كلمة نخلقكم، اجمع القراء العشرة على الادغام، الادغام التام والادغام الناقص ولكن
وقع الخلاف على هذا الادغام هل هو كامل او ناقص، ثم قال: واحرص على السكون في جعلنا انعمت
والمغضوب مع ضللنا، احرص يا طالب القران على اظهار اللام في كلمات معينة،
يجب قول جعلنا ولا نقول جعنَّا بل يجب ان تحرص على السكون في حرف اللام. وكذلك كلمه
انعمت يجب ان تسمع النون في الخيشوم.
وكذلك كلمه
المغضوب يجب ان تظهر حرف الغين مع مراعاة الرخاوة والسكون. وكذلك كلمه ضللنا يجب اظهار السكون في اللام. ثم قال: وخلص انفتاح
محظورا عسى خوف اشتباهه بمحظورا عصى، التخليص هو تمييز شيء من الشيء يجب
تمييز كلمة محذورا بالذال عن كلمة محظورا بالظاء، وكذلك كلمه عسى وعصى، يجب
الانتباه لان الحرف اذا لم يخرج من مخرجه فان معنى الكلمة يتغير، مثلا في الايه" وعصى ادم ربه" اذا قلنا
وعسى ادم ربه فان المعنى تغير كليا.
ثم قال
الناظم:
وراع شدة
بكاف وبتا كشرككم وتتوفى فتنتا، والشده كما مر معنا هي انحباس الصوت مع حرف في موضع
خروجه لقوته وقوة الاعتماد عليه، وهنا ركز على حرفين لكثرة الخطا فيهما وهما الكاف
والتاء، كمثلا شركٍكُم، فلا بد من اظهار الحرفين معا كٍكُ وكذلك التاء كمثل
في تتوفى وفتنتا، والامثلة في القرآن كثيرة.
ثم قال: وأولي مثل
وجنس ان سكن ادغم كقل رب وبل لا وأبن، يعني الحرف الاول من المثلين
والمتجانسين اذا كان ساكنا ادغم واعطانا امثلة "قل رَّب وبل لَّا"
ثم قال: وأَبٍنْ في يوم مع قالوا وهم وقل نعم سبحه لا تزغ قلوب
فلتقم، اي واظهر، في يَوم، هذا يسمى مد التمكين فلا ينبغي ان نقول في يَّوم،
اوفيَوْم، وكذلك نفس الشيء بالنسبه لكلمة " قالوا وَهم" لا ندغم الواو في الواو
ونقول"قالوا وَّهم" او نحذف الواو الاولى كقولنا
"قالوَهُم" وكذلك نفس الشيء بالنسبه لكلمة " قلْ
نَعم" لا نقول " قُنَّعم"
وكذلك كلمة "سبحه" يجب ان نظهر حرف الحاء وكذلك الامر في
كلمة " تزغ قلوبنا" يجب ان نظهر حرف الغين وكذلك الامر
بالنسبة لكلمة "فلتقم" لا نقول "فتَّقم".
باب الضاد والظاء
قال الناظم
رحمه الله:
والضاد
باستطالة ومخرج ميز من الظاء وكلها تجي، يقول لنا الناظم انه للتمييز بين
الضاد والظاء لك من مراعاة المخرج ومن معرفته وضبطه ومن معرفة الصفة ايضا. الضاد يخرج
من احدى حافتي اللسان مع انضمام الاضراس، الإستطالة في اللغة هي الامتداد واصطلاحا
هي امتداد الصوت يعني صوت حرف الضاد من اول حافه اللسان الى اخرها وتسمى الاستطالة .اذا الناظم
يقول لطالب القران ان الضاد تتميز بالاستطالة وبالمخرج، وضاد باستطالة ومخرج ميز
اي لها مميزات، ميز من الظاء اي ميزها من الظاء، وكلها
تجي، الضمير هنا يعود على الظاء، تجي اي تاتي
في القران الكريم، وقد وردت في القران الكريم في 29 موضعا، ثم سرد لنا بعض
المواضيع، قال الناظم: في الظعن ظل الظهر عظم الحفظ أيقظ وانظر
عظم ظهر اللفظ، والظعن هو الرحلة من مكان الى اخر، وقد وردت هذه الكلمة
مره واحده في القران الكريم في سورة النحل، وكلمه ظل وردت 22 مره في القران قوله
تعالى في سورة النساء " وندخلهم ظلا ظليلا" وكلمه الظهر، هنا بمعنى
الظهيرة وهو وقت انتصاف في النهار، وقد وردت في موضعين فقط في القران الكريم،
الموضع الاول في سورة النور قوله تعالى" وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة"
والموضع الثاني في سورة الروم " وحين تظهرون" ثم قال عظم، يعني هذه
ايضا رسمت بالظاء، وهذه الكلمة مأخوذة من العظمة وقد وردت 103 موضع نحو قوله تعالى
" وهو العلي العظيم" وكلمه الحفظ مأخوذة من حفظ حفظا، وجمله في
القران 42 موضعا، اولها بسورة البقرة قوله تعالى" حافظوا على الصلوات
والصلاة الوسطى " وكلمه ايقظ من اليقظة، وهي عكس الغفلة،
وقد وردت في موضع واحد في القران الكريم في سوره الكهف " وتحسبهم ايقاظا"
وكلمه انظر ايضا من الانظار وهي المهلة والتأخير وقد وردت في القران في 22
موضعا، اولها في سورة البقرة في قوله تعالى " لا يخفف عنهم العذاب ولا هم
ينظرون" وكلمه عظم وقعت في 14 موضعا في القران
الكريم نحو مثلا " وانظر الى العظام" وقوله ظهر وقعت في
القران في 14 موضعا، واولها في سوره البقرة في قوله تعالى " وراء ظهورهم"
ثم كلمه اللفظ وهذه الكلمة في موضع واحد من سورة ق وهي قوله تعالى"
ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" الكلام ينطبق على الكلمات في الابيات
الموالية.
وكلمة ظما
بمعنى ظمأ وهو العطش، وقد وقع في ثلاث مواضع من بينها سوره التوبة قوله تعالى
" لا يصيبهم ظمأ
" وقول الناظم
ظنا كيف جا، يعني كلمه ظنا كيف جاءت وكيف تصرفت في كتاب الله سبحانه وتعالى ولو
جاءت بمعنى العلم، قد تأتي بمعنى العلم معنى اليقين وقد تأتي بمهان اخرى كتاب الله
في 67 اولها في سوره البقره قوله تعالى " الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم
اليه راجعون"
فكيفما جاءت
فهي من الظاء المشالة.
وقول الناظم: وعظ سوى
عضين، بمعنى ان
الضاد في كلمه عضين ليست بالظاء المشالة، وهي عضي وليست عظي، وكلمة عضين تعني
متفرقين.
اما كلمة عظ
فهي من الموعظة، ثم قال:
ظل النحل
زخرف، اي اشار
الى ان هذين الموضعين متساويين، سواء، وقف هنا بالف الاطلاق للضرورة الشعرية قال
سَوا، ظل في سوره النحل وفي سوره الزخرف، في سوره النحل قوله تعالى" واذا بشر
احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم"
وفي سوره
الزخرف قوله تعالى"
واذا بشر
احدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم" وقول الناظم" وبروم ظلوا، اي كلمه ظلوا في سوره
الروم، وقول الناظم:
كالحجر ظلت
اي كلمه ظلت في سوره الحجر وقول الناظم:
شعرا نظل اي
كلمه فنظل في سوره الشعراء.
وقول الناظم: وكنت فظا،
وهي في موضع واحد في سوره ال عمران قوله تعالى" ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من
حولك"
قوله وجميع
النظر اي جامعه تصاريفه سبحانه وتعالى وتصل الى 86 موضعا، كلمه النظر في كتاب
الله هي بالظاء المشالة، نحو مثلا وانتم تنظرون. الا بويل، الا هذا الاستثناء، المقصود
بإلا بويل، سورة المطففين، قوله تعالى" نظرة النعيم" فهذه بالضاد، وهل المقصود بها
سورة الانسان، يعني هل اتى على الانسان وهو قوله تعالى " نضرة وسرورا" واولى ناظره المقصود بها
سورة القيامة الموضع الاول قوله تعالى"
وجوه يومئذ
ناضرة"
وقول الناظم: والغيظ لا
الرعد وهود قاصره، اي كلمه الغيظ وهي ثوران طبع النفس، وردت في 11 موضعا اولها في سورة ال
عمران قوله تعالى" عضوا عليكم الانامل من الغيظ" واستثنى موضعين، قال والغيظ لا الرعد
وهود قاصرة، بمعنى كلمه الغيظ اينما كانت في القران كله الا في سورة الرعد وسورة
هود، فهذين الموضعين الاول في سوره الرعد قوله تعالى " وما تغيض الارحام" وفي سوره هود
قوله تعالى " وغيض الماء"
فهذين
الموضعين فهما بالضاد وليس الظاء.
وقوله قاصرة
بمعنى ان هذين الموضعين مقصور فيهما، اي انهما بالضاد وليس الظاء.
ثم قال الناظم: والحظ لا الحض على الطعام وفي ضنين الخلاف سامي، الحظ وهو النصيب، اول ما وردت في سوره ال عمران الله تعالى " الا يجعل لهم حظا في الاخرة" لا الحض على الطعام، اي انه لا يقصد كلمة الحض المقرونة بالطعام، التي بمعنى التحريض على فعل الشيء، يعني فهذا بالضاد وليس الظاء. اذا قرنت بالطعام فهي بالضاد واذا لم تقرن بالطعام فهي بالظاء، وفي ضنين الخلاف سامي، اي مشهور عند العلماء في هذه الكلمة " بضنين" من القراء من يقرأها بالضاد ومنهم من يقرأها بالظاء، قرا ابن كثير وابو عمر والكسائي بالظاء " بظنين" ومعناها اي متهم، وقرا الباقون بالضاد " بضنين" بمعنى البخل، ضنّ بالشيء اي بخل به. وفي باب التحذيرات قال الناظم: وان تلاقيا البيان لازم انقض ظهرك يعض الظالم، هنا يقول لنا الناظم اذا تلاقى الضاد مع الظاء فالبيان لازم، اي يلزمك بيانهما، وان تلاقيا الضاد مع الظاء في كلمة جاور بعضهما بعضا فالبيان لازم واجب. مثلا " انقض ظهرك" وكذلك اعطانا مثال اخر " يعض الظالم" ثم قال: واضطر مع وعظت مع افضتم وصف ها جباههم عليهم، بمعنى بين ووضح وميز حرف الهاء من كلمه جباهُهُم، الهاء مع الهاء وفي كلمه عليهِم يجب ان تخلص الكسر في الهاء. لذلك هذه تلميحات من الناظم رحمه الله ليبين لنا الاخطاء التي تقع في عدم التفريق بين الضاد والظاء.
باب الميم والنون المشددتين والميم الساكنة
قال الناظم
رحمه الله:
واظهر الغنة
من نون ومن ميم اذا ما شددا، الناظم يخاطب طالب القران يقول له اظهرالغنة من نون ومن ميم اذا ما شددا، اي اذا وجدت الميم او
النون في حاله تشديدهما فينبغي ان تظهرها اي ينبغي ان تبين كمال هذه الغنة بمقدار
حركتين كمثلا " أمَّا، كَأَنَّ" ثم قال:
واخفين الميم ان تسكن بغنه لدى باء على المختار من اهل الادا، انتقل الناظم الى احكام الميم الساكنة، ويقول لطالب القران، اخفين اي اعمل
الاخفاء ايها القارئ في الميم، ليست الميم المتحركة وليست الميم المشددة وانما
يقصد الميم الساكنة، لذلك قال: واخفين ميما ان تسكن، اي حالة سكونها، بغنة، اي بمقدار
حركتين، لدى باء، اي اذا جاء بعدها حرف الباء، مثلا " كنتم بآياته"
وكما قال العلماء تضع الشفه العليا على الشفه السفلى من غير كز.
وقوله على المختار من اهل الادا؛ الادا هنا ليس من الاذية بل من اهل الاداء،
ووقف على الف الاطلاق وحذفت الهمزه للضرورة الشعرية، على المختاري اي ان المسألة
فيها كلام للعلماء منهم من يقول كذا ومنهم من يقول كذا، ومن المختار الذي اختاره
ابن الجزري رحمه الله؛ ان تخفي الميم امام حرف الباء بغنة. وقال:
واظهرنها عند باقي الاحرف، الضمير هنا يعود على الميم، الميم فيها
الاظهار عند بقية الاحرف والميم مع اختها يكون لدينا الادغام. ثم قال:
واحذر لدى واو وفا ان تختفي، واحذر اي انتبه ايها الطالب الى خطأ
شائع يقع فيه كثير من الطلبة، والخطأ هو؛ اذا جاءت الميم الساكنة وجاء بعدها حرف
الفاء او الواو فانه يقع الاخفاء. مثلا: "عليهم ولا الضالين"
باب حكم النون الساكنة والتنوين
قال:الناظم رحمه الله: وحكم تنوين ونون يلفى اظهار ادغام وقلب اخفا، يقول الناظم اعلم يا
طالب القران ان باب النون الساكنة والتنوين يوجد فيه اربعه احكام " اظهار،
ادغام ، قلب و اخفاء" ثم قال: فعند حرف الحلق اظهر
وادّغم في اللام والرا لا بغنة لزم، اي عند حروف الحلق هي ستة
" همزه هاء عين حاء غين خاء" يعني عندما يكون لدينا نون ساكنة وبعدها
حرف من هذه الحروف الستة يجب ان نظهر النون. ثم قال:
وادغم في اللام والرا، اي ان هذه النون الساكنة او التنوين فيها الادغام امام
اللام والراء، لا بغنة، لزم اي يلزمك ان تدغم النون الساكنة او التنوين في اللام
والراء بغير غنة ويكون ادغاما كاملا.
وقال: وادغمن بغنه
في يومن، اي ادغم انت ايها القارئ بغنة مقدارها حركتين في حروف يومن، مثل" من
يعمل، من ولي، قليلا منهم"
ثم قال: الا بكلمة
كدنيا عنونوا، اي انه اذا كانت النون الساكنة وحرف من حروف يومن جاءا في كلمة واحدة فهنا
لا يكون لدينا الادغام بل الاظهار كمثلا كلمة دنيا. وقال:
والقلب عند
البا بغنة كذا، اي ان القلب او الاقلاب يكون عند حرف واحد وهو الباء ويكون بغنة مقدارها
حركتين، قوله كذا اي كذلك، لإخفا لدى باقي الحروف اخذا، الاخفاء عند بقيه
حروف النون الساكنة والتنوين ويعمل به في 15 حرفا المتبقية كما هو معلوم لديكم.
باب المد والقصر
قال الناظم
رحمه الله:
والمد لازم
وواجب اتى وجائز وهو وقصر ثبتا، المد هو المط والزيادة واصطلاحا هو اطالة الصوت بحرف
من حروف المد الثلاثة عند ملاقاة همزة او سكون و هو كل الف مفتوح ما قبلها وكل واو
مضموم ما قبلها وكل ياء مكسور ما قبلها.
وقوله اتى اي
جاء عند العلماء وجاء في مؤلفات العلماء وما قرره علماء القراءات، ان المد لازم
وواجب وجائز، ثم قال:
وهو وقصر
ثبتا، اي ثبت المد
والقصر، وهو الضمير يعود على المد اي المد والذي هو الزيادة والقصر وهو
الحجز يعني ثبت كلاهما، ثبت عن العلماء، علماء هذا الفن المبارك. ثم قال: فلازم ان جاء
بعد حرف مد ساكن حالين وبالطول يمد، قال اعلم ان المد اللازم ان جاء بعد مد اي اذا جاء
المد ( الواو، الالف او الياء) وجاء بعده ساكن في الحالين وصلا ووقفا وكان ما بعده
ساكن، قال وبالطول يمد؛ اي ان العلماء اتفقوا على مده بالطول وهو الاشباع وهو ست
حركات كمثلا كلمة الطَّآمَّة.
ثم قال: وواجب ان جاء
قبل همزة متصلا ان جمعا بكلمة، بعدما عرف لنا الناظم المد اللازم يعرف لنا الان المد
الواجب، قال متصلا ان جمعا بكلمة، سمي هذا المد بالمد الواجب لوجوب بمده اربع
حركات فما فوق، ومتصلا لاجتماع الشرط والسبب في كلمة واحدة، بمعنى اذا جاءت الهمزة وقبلها حرف
المد، مثل السمآء، جِيء، فهذا يسمى مد واجب متصل. ثم قال:
وجائز اذا
اتى منفصلا او عرض السكون وقفا مسجلا، بمعنى نفس الكلام الذي قلنا في المد
الواجب منفصل كل في كلمة مثل:
"لآ أُقسم،
بمآ أُنزل"
المد في كلمة
والهمزة في كلمة اخرى.
ثم قال: او عرض
السكون وقفا مسجلا، يقصد هنا المد العارض للسكون وهو الذي تعرض له السكون
حالة الوقف مثل كلمة
" تعلمون،
نستعين"
وقوله مسجلا
اي مطلقا يعني سواء وقف عليه بالسكون او بالاشمام، الا لا يوقف عليه بالروم لان
الروم له حكم الوصل.
<><>
باب معرفة الوقف والابتداء
قال الناظم رحمه الله: وبعد تجويدك للحروف من معرفة الوقوف والابتداء، وبعد اصلها اما بعد وحذفت اما لكثرة الاستعمال، وقصده وبعد هذا الذي
مضى في الابواب السابقة اي بعد ان تحسن الحروف من جانب المخارج ومن جانب الصفات
لابد ويلزمك ولا هروب لك من ان تتعلم الوقف والابتداء. والوقف في اللغة هو الكف
والحبس وفي الاصطلاح هو قطع الصوت عند اخر الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة في نية
استئناف القراءة. الوقف ينقسم الى وقف اختباري ووقف اختياري ووقف اضطراري، ولقد
تكلم الناظم عن الوقف الاختياري وهو ينقسم الى اربعة اقسام ( تام وكاف وحسن وقبيح)
والابتداء لغه هو الشروع واصطلاحا هو الشروع في القراءة سواء كان بعد قطع وانصراف
او كان بعد وقف. وهو نوعان: الابتداء بكلام غير مخل بالمعنى وهذا مطلوب، والنوع
الثاني هو الابتداء بكلام مخل بالمعنى وهذا مذموم. قال: وهي تقسم إذن ثلاثة تام وكاف وحسن، وهي
اي الوقف والابتداء كلاهما ينقسم الى قسمان، يعني الاختياري ينقسم الى تام وكافي
وحسن وسيذكر القبيح وهو الرابع لشده الغرض فيه. ثم قال ثلاثة تام وكاف وحسن، لان
هذه الاصناف الثلاثة مرغوب فيها، ثم قال: وهي لما تم فان لم يوجد تعلق أو كان معنا فابتدي، وهي اي هذه الاقسام التي مرت، وقوله لما
تم فان لم يوجد تعلق؛ فهنا اشار الى التام، الوقف التام، وهو الوقف على ما تم معناه.
ولن يتعلق بما بعده لا لفظا ولا معنا، والوقف التام ينقسم الى قسمين: القسم الاول
وهو الوقف التام اللازم ويسمى ايضا بالواجب، والوقف الاخر هو الوقف التام المطلق،
كالوقف على رؤوس الآي، وهو كثير في كتاب الله سبحانه وتعالى، اما الوقت التام
اللازم او الواجب الوقف على كلمة تبين المعنى ولا يفهم هذا المعنى بدون هذا الوقف؛
قوله سبحانه وتعالى " ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين ياكلون الربا"
انظر اذا وصلنا صار الوصل قبيحا، فهنا يلزمك الوقف، يعني تقول" لا خوف عليهم
ولا هم يحزنون" ثم تقف هنا وبعدها تقول " الذين ياكلون
الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس" ثم قال: او كان معنا، او كان له ارتباط في المعنى ولم يكن في اللفظ، واللفظ بمعنى
الاعراب، ارتبط بالمعنى ولم يرتبط بالاعراب، فهذا يمكن ان يقف الانسان ويبتدي، قال
فبتدي لك ان تبتدأ به.
قال: فالتام، الذي
يتكلم عليه الان هو التام، ثم قال:
فالكافي
ولفظا فمنعن الا رؤوس الاي جوز فالحسن، الكافي وهو الكثير في كتاب الله
سبحانه وتعالى وهو الوقف على كلام تم في ذاته ولكنه متعلق بما بعده معنا دون اللفظ
وحكمه انه يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده مثله مثل التام يعني حكمه الجواز.
وقوله
: الا رؤوس الاي جوز فالحسن، اي ان هذا اذا ارتبط في اللفظ، ولفظا فامنع، انِ
ارتبط اللفظ يمتنع، لك المنع ممنوع ان تبتدأ بما بعده لابد ان تصل لأنه ارتبط معنا
واعرابا. الا رؤوس الاي جوز، اي يجوز الوقف وانِ ارتبطت معنا
ولفظا يجوز الوقف لانها راس ايه، الا رؤوس الاي جوز فالحسن، اما الحسن فهو ما يحسن
الوقف عليه وان ارتبط معنى واعرابا، مثلا اقول " الحمد لله رب العالمين"
ثم أقف فهو وقف حسن. ثم قال: وغير ما تم قبيح وله الوقف مضطرا ويبدا قبله، يعني ما لم يكن تم معناه او كمل المعنى الذي اراد الله سبحانه وتعالى فانه
يسمى بالوقف القبيح سواء جاء بمعنى فاسد وسواء لم يفهم المعنى الذي اراد الله
سبحانه وتعالى، القبح في الوقف مصيبه في كتاب الله سبحانه وتعالى يقول القارئ
" فبهت الذي كفر والله" ثم يقف. استغفر الله واتوب
اليه، لا يمكن الوقف هكذا ان اقول "فبهت الذي كف" ثم اقف.
ثم ابدأ " الله لا يهدي القوم الظالمين
" قال: يوقف مضطرا ويبدا قبله، يعني يقف ولكن عندما يبدا يجب ان
يبدا قبل حيث وقف لكي يكون المعنى التام. وقال:
وليس في القرآن من وقف وجب ولا حرام غير ما له سبب، بمعنى لا يوجد في القران وقف واجب اذا تركته تاثم او يكون عندك الوزر، الا
ما كان له سبب يعني فاسود معناه او تغيير المعنى، اما اذا كان لا يغير او يفسد
المعنى فلك ان تقف حيث ما شئت.
باب المقطوع والموصول
المقصود عند
الناظم رحمه الله اي ما رسم موصولا وما رسم مقطوعا، القاعدة العامة كما مر معنا في
الابواب السابقة سهلة ويسيرة وباقي الكلمات والشواهد التي ذكرها الناظم الله انما
هي استشهادات واحصائيات للناظم رحمه الله حتى يقرب المعلومة. اذن ما الفائدة من هذا الباب في علم التجويد؟ اذا اردت
ان تقف مثلا عند كلمة " فيما
" احيانا تجد
كلمة ( في) وحدها وكلمة ( ما ) وحدها بمعنى مفصولة، هل ستقف على (في) مثلا في
الوقت الاضطراري او ستقف على ( فيما)، بمعنى ان قارئ القران اذا لم يعرف هل هي
موصولة او مقطوعة فلن يعرف كيف سيقف، لذلك اهميه هذا الباب تظهر عند الوقف
الاضطراري، لذلك قال الناظم رحمه الله:
واعرف لمقطوع
وموصول وتا في مصحف الامام فيما قد اتى، بمعنى يجب عليك ان تعرف ايها الطالب
المقطوع من الموصول، اي ما رسم موصولا و ما رسم مقطوعا حتى تعرف كيف تقف عليه عند
الاضطرار، وقوله (وتا) اي تاء التأنيث، هل تقف عليها المبسوطة يعني مجرورة او تقف
عليها بالهاء؟ قال:
في مصحف
الامام فيما قد اتى، والمقصود مصحف عثمان رضي الله عنه وارضاه ورضي الله عن جميع
الصحب الكرام، عثمان رضي الله عنه قد جمع القران كما هو معروف على مصحف واحد وبعث
به الى الانصار وهو المرجع الان المتداول بيننا، قال: فاقطع بعشر كلمات، اي
المقطوع، (
ان لا) ان مع لا،
المقصود انْ الناصبة للاسم او الفعل، ينبغي ان ترسمها مقطوعة عن (لا) النافية في
عشرة مواضع، وسيسردها اتباعا قال:
ان لا، لا
نقول أَلا بل انْ لا، بمعنى مقطوعه عنها في الرسم، مع ملجأ و لا
اله الا، المقصود بملجأ هو موضع سوره التوبة قوله تعالى" وظنوا ان لا
ملجأ من الله الا اليه"
هذه مقطوعه
ثم قال:
ولا اله الا،
والمقصود هو سوره هود قوله تعالى: " وان لا اله الا هو" ثم قال: وتعبدوا يا سين ثاني هود لا، والمقصود
بتعبدوا اي موضع سورة يس وهو قوله سبحانه وتعالى" ان لا تعبدوا الشيطان" ايضا مقطوعة،
ثم قال: ثاني هود، اي الموضع الثاني من سوره هود وهو قوله تعالى "ان لا
تعبدوا الا الله"
ثم قال: لا يشركن ، وهي ايضا
مقطوعة وهي موضع سورة الممتحنة قوله تعالى " أن لا يشركن بالله شيئا " فهي كذلك
مقطوعة، قوله تشرك هذا موضع سوره الحج وهو قوله سبحانه وتعالى" ان لا تشرك بي
شيئا"
قوله يدخلن
يعني من سوره القلم وهو قوله سبحانه وتعالى" ان لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين" فهي ايضا
مقطوعة، وقوله تعلو على، من سوره الدخان وهو قوله سبحانه وتعالى" ان لا تعلو
على الله"
ثم قال: ان لا يقولوا
لا اقول إن ما بالرعد والمفتوح صل وعن ما، ايضا أن لا يقولوا في سورة الاعراف
وهو قوله سبحانه وتعالى" ان لا يقولوا على الله الا الحق" وان لا اقول،
في سوره الاعراف كذلك قوله تعالى"
ان لا اقول
على الله الا الحق"
وهنا نكون قد
اكملنا هذه العشرة مواضع المقطوعة في كتاب الله سبحانه وتعالى، لكن المختلف فيه
ورد في موضع واحد في كتاب الله سبحانه وتعالى في سوره الانبياء وهو قوله سبحانه
وتعالى"
فنادى في
الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين" فهذا مختلف فيه والقطع اشهر عليه
العمل، ثم قال:
إن ما
بالرعد، اي إن مع ما، اتفقوا على قطع إن الشَّرطية عن ما المؤكدة،
في سوره الرعد وهو قوله تعالى"
وان ما نرينك
بعض الذي نعدهم"
.
ثم قال: والمفتوح صل، والمفتوح
وهي في اربعة مواضع، اي ينبغي ان تصل الميم "أَم" مع "ما" الاسمية، و
ذلك في اربعة مواضع من كتاب الله سبحانه وتعالى، و هي الموضع الاول من سورة
الانعام وهو قوله تعالى" اما اشتملت عليه ارحام الانثيين" والموضع
الثاني من سوره النمل" اما يشركون"
والموضع
الثالث في سوره النمل"
اما اذا كنتم
تعملون"
هو الموضع
الاخير وهو في سوره الضحى" واما السائل فلا تنهر" فهذه المواضع موصولة،
ثم قال:
وعن ما نهوا
اقطعوا، اي ان
المصاحف اتفقت على قطع "عن" الجارة عن " ما " الموصولية في
موضع واحد في سورة الاعراف وهو قوله سبحانه وتعالى " فلما عتوا عن ما نهوا
عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين"
اقطعوا اي
مقطوع، وقوله
: من ما بروم
والنسا، اي ان المصاحف
اتفقت ايضا على قطع "من" الجارة عن "ما" الموصلية في موضعين فقط في
كتاب الله سبحانه وتعالى الموضع الاول في سورة الروم وهو قوله تعالى" هل لكم
من ما ملكت ايمانكم"
اما موضع
سوره النساء قوله تعالى"
فمن ما ملكت
ايمانكم من فتياتكم المؤمنات"
ولكنه قال: خلف المنافقين، اي وقع
خلاف في موضع سورة المنافقين وهو قوله سبحانه وتعالى" وانفقوا من ما رزقناكم" فهذا الموضع
فيه الخلاف بين العلماء والقطع اشهر به العمل. وقوله: ام من اسسا، اي ان
المصاحف اتفقت على قطع" ام " عن "من" الاستفهامية في اربعه مواضع في كتاب
الله سبحانه وتعالى، اولها موضع سوره التوبه قوله تعالى" ام من اسس بنيانه" ثم قال
الناظم رحمه الله:
فصلت النسا
وذبح حيث ما وان لم المفتوح كسر انما، اي ان موضع صوره فصلت قوله
تعالى" ام من ياتي امنا يوم القيامة" وموضع سورة النساء قوله تعالى"
ام من يكون عليهم وكيلا"
اما سوره
الصافات فهو قوله تعالى"
فاستفتهم أهم
اشد خلقا ام من خلقنا"
وقوله حيث
ما؛ اي اتفقت المصاحف على قطع "حيث" عن "ما" فقط في موضعين فقط في كتاب الله
سبحانه وتعالى، وهو قوله سبحانه وتعالى"
وحيث ما كنتم
فولوا وجوهكم شطره"
والموضع
الاخر" وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره" وكلاهما في سوره البقره. وقوله: وان لم
المفتوح كسر ان ما، وان لم المفتوح، اي ضبطها بانها مفتوحة " أن
" مع "لم".
اتفقت
المصاحف ايضا في القران كله على قطع "ان" المفتوحة المخففة عن
"لم" الجازمة، وذلك نحو قوله سبحانه وتعالى" ايحسب ان لم يره احد" وقوله : كسر ان ما، اي ان
المصاحف اتفقت على قطع " ان "عن "ما" الموصولية وذلك في موضع
واحد في كتاب الله سبحانه وتعالى وهو من سوره الانعام وهو قوله سبحانه وتعالى" ان ما توعدون
لآت"
ثم قال: لانعام
والمفتوح يدعون معا وخلف الانفال ونحل وقعا، اي ان المصاحف اتفقت على قطع "
أنّ"
عن "ما" في موضعين من
كتاب الله سبحانه وتعالى، الموضع الاول من سوره الحج وهو قوله سبحانه وتعالى" وان ما تدعون
من دونه هو الباطل"
والموضع
الثاني من سورة لقمان وهو قوله سبحانه وتعالى" وان ما تدعون من دونه الباطل" وقوله خلف
الانفال ونحل وقعا، اي انه وقع خلاف في سوره الانفال وفي سوره النحل، فموضع سوره
الانفال قوله سبحانه وتعالى"
واعلموا انما
غنمتم من شيء"
والموضع
الاخر في سوره النحل وهو قوله سبحانه وتعالى" انما عند الله هو خير لكم" فهذين
الموضعين وقع فيهم الخلاف، ثم قال:
وكل ما
سالتموه واختلف ردوا كذا قل بئسما والوصل صف، اي ورد القطع في موضع سوره ابراهيم
فقط وهو قوله سبحانه وتعالى" واتاكم من كل ما سالتموه" واختلف، اي وقع الخلاف في موضع سوره
النساء، وهو قوله سبحانه وتعالى"
كل ما ردوا
الى الفتنة اركسوا فيها"
وقوله: كذا قل
بئسما، اي انه وقع خلاف بكلمات اخرى غير هذه المواضع لم يذكرها الناظم رحمه الله
وهي على الشكل الاتي:
الموضع الاول
في سوره الاعراف قوله سبحانه وتعالى"
كلما دخلت
امة لعنت اختها"
والموضع
الثاني في سوره المؤمنون قوله تعالى" كل ما جاء امه رسولها" والموضع
الاخير في سوره الملك وهو قوله سبحانه وتعالى" كلما القي فيها فوج سالهم
خزنتها"
المهم ان
سوره النساء و سوره المؤمنون فيها القطع، اما سورتي الاعراف والملك ففيهما الوصل و
هذه هي خلاصه هذه الاربعة.
ما عدا
الخمسة مواضع فموصولة بالاجماع، ثم قال:
كذا قل بئسما
والوصل صف، اي كذا وقع خلاف في قطع " بئس" عن "ما" وذلك في موضع
واحد في سوره البقرة، قوله سبحانه وتعالى" قل بيسما يامركم به ايمانكم" فهذا الموضع
فيه الخلاف ايضا ولكن المشهور هو الوصل وعليه العمل. وقوله رحمه الله، والوصل صف خلفتموني واشتروا، اي ان هذا
الموضع في سورة البقرة، اضف عليه موضعين اخران وهما بسوره الاعراف وسوره البقره
ايضا، " بيسما خلفتموني من بعدي" و " بيسما اشتروا به انفسهم" فهذين
الموضعين فيهما الوصل باتفاق اهل العلم رحمهم الله، وما عاد هذه المواضع الثلاثة
فهو مقطوع بلا خلاف بين اهل العلم ومجموعه ستة مواضيع. فموضع سوره البقرة " ولبيس ما شروا به انفسهم" هنا مقرونه
باللام، اما موضع سوره ال عمران فهو قوله سبحانه وتعالى " فبيس ما يشترون" واربع مواضيع
في سوره المائده قوله سبحانه وتعالى" لبيس ما كانوا يعملون " "
لبيس ما كانوا يصنعون" " لبيس ما كانوا يفعلون" " لبيس ما
قدمت لهم انفسهم"
ثم قال رحمه
الله:
في ما اقطعا، اتفقت
المصاحف على قطع " " في" عن "ما" الموصلية وذلك في 10
مواضع مختلف فيهم ولكن الاشهر هو القطع وعليه العمل.
قال الناظم
رحمه الله:
اوحي افضتم
اشتهت يبلوا معا، ذكر بعضها ولم يذكرها كلها، قال اوحي، يعني يقصد موضع سوره الانعام قوله
تعالى" قل لا اجد فيما اوحي الي"
وقوله افضتم
يقصد موضع سوره النور قوله سبحانه وتعالى" لمسكم في ما افضتم فيه عذاب عظيم" وقوله اشتهت،
يعني يقصد سوره الانبياء قوله تعالى"
وهم في ما
اشتهت انفسهم خالدون"
وقوله يبلو،
يقصد مع الموضعان، موضع سوره المائده وموضع سوره الانعام قوله تعالى" ليبلوكم في
ما اتاكم"
والنظم رحمه
الله لم يكمل العشره ولكن بقية العشرة ولكن ساذكرها لكم وهي في هذه المواضع؛ في
سوره البقره قوله تعالى"
في ما فعلنا
في انفسهن من معروف"
وموضع سوره
الروم قوله تعالى" في ما رزقناكم فانتم فيه سواء" وموضعان في سوره الزمر قوله تعالى" في ما هم فيه
يختلفون"
والموضع
الثاني"
في ما كانوا
فيه يختلفون"
الاخير في
سوره الواقعة"
وهو قوله
سبحانه وتعالى" وننشئكم في ما لا تعلمون" وبهذا تكون قد اكتملت هذه العشرة، ثم
قال الناظم رحمه الله:
ثاني فعلن
وقعت روم كلا تنزيل شعراء وغير ذي صلا، قوله ثاني فعلن، اي الموضع الثاني
في سوره البقره وهو قوله سبحانه وتعالى"
في ما فعلنا
في انفسهن من معروف"
وقوله وقعت
اي موضع سوره الواقعه وهو قوله سبحانه وتعالى " وننشئكم في ما لا تعلمون" وقوله روم
كلا، اي موضع سوره الروم وهو قوله سبحانه وتعالى" في ما رزقناكم" وقوله كلا تنزيل، اي موضعين في سوره
التنزيل وهي سوره الزمر، قوله تعالى"
فيما هم فيه
يختلفون"
وقوله
تعالى" في ما كانوا فيه يختلفون"
موضعان في
سوره الزمر.
وقوله شعراء
اي موضع سوره الشعراء قوله سبحانه وتعالى" اتتركون في ما ها هنا امين" وغيرها صلا،
ايوه غير هذه المواضع الاحدى عشر لك ان تصله. ثم قال رحمه الله: فاينما كالنحل و مختلف في الشعرا و
الاحزاب والنسا وصف، اي كلمه " اينما" تكتب موصولة وتكتب مفصولة، كالنحل صل
ومختلف، اي كما وصلت في سوره البقرة فلك ان تصل في سوره النحل، وموضع سوره البقرة
قوله تعالى"
فاينما تولوا
فثم وجه الله"
اما موضع
سوره النحل قوله تعالى"
اينما يوجهه
لا ياتي بخير"
وقوله: ومختلف، اي
وقع الخلاف في مواضع ثلاثة عند اهل العلم، وهي الشعراء والاحزاب والنساء، وُصف اي
نُعت، اي الذي وصفه العلماء ونعته العلماء، فمرضع سوره الشعراء قوله سبحانه و
تعالى"
اين ما كنتم
تعبدون"
وموضع سوره
الاحزاب وهو قوله سبحانه وتعالى"
اينما ثقفوا" وموضع سوره
النساء قوله سبحانه وتعالى"
اينما تكونوا
يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة"
اي ان هذه
المواضع رسمت في بعض المصاحف المقطوعة وفي بعض المصاحف الاخر موصولة، وما عدا هذه
المواضع الخمس ذكرت فتقرا بالقطع باتفاق العلماء، قوله وصف اي حسب ما وصف علماء
الرسم، وقوله:
وصل فإلم هود ألن نجعلا نجمع كيلا حزنوا تأسوا على، اي عليك ان
تصل "إن" الشرطية مع "لم" الجازمة في سوره هود الموضع الوحيد
قوله تعالى"
فإلم
يستجيبوا لكم"
وقوله: الن نجعل
نجمع، اي هنا امر بوصل "أن" الشرطية مع "لن" الناصبة في موضع
في سوره الكهف قوله تعالى"
بل زعمتم ان
لن نجعل لكم موعدا"
وقوله نجمع،
قصده موضع سوره القيامة قوله تعالى" ايحسب الانسان الن نجمع عظامه" ووقع الخلاف
في موضع واحد فقط في سوره المزمل وهو قوله سبحانه وتعالى" علم ان لن تحصوه" وهذا رسم في جل المصاحف مقطوعا وهو
الاشهر وعليه العمل، قوله كيلا، اي " كيْ" الناصبة مع "لا" النافية. وقد وردت في
اربع مواضع من كتاب الله سبحانه وتعالى:
اشار اليها
فقال:
تحزنوا، وهو
قوله سبحانه وتعالى من سوره ال عمران"
لكي لا
تحزنوا على ما فاتكم"
وقوله تأسو،
وهو قوله سبحانه وتعالى"
لكي لا تاسوا
على ما فاتكم".
ثم قال: حج عليك حرج
وقطعهم عن من يشاء يوم هم، قال حج اي موضع سوره الحج وهو قوله سبحانه
وتعالى" لكيلا يعلم من بعد علم شيئا" قوله عليك حرج، يقصد به موضع سوره
الاحزاب قوله تعالى"
لكيلا يكون
عليك حرج"
وقد اضاف اهل
العلم ثلاث مواضع وهي مقطوعة باتفاق العلماء، الموضع الاول في سوره النحل قوله
سبحانه وتعالى" لكي لا يعلم بعد علم شيئا" وموضع سوره الاحزاب قوله تعالى" لكي لا يكون
على المؤمنين حرج"
وموضع سوره
الحشر قوله تعالى"
كي لا يكون
دولة بين الاغنياء منكم"
هذه مواضع
ثلاثة فيها القطع باتفاق العلماء، ثم قال: وقطعهم عن من يشاء من تولى يوم هم، اي اقطع
"عن"
الجارة عن هل
"ما"
الموصلية، في
موضعين فقط في القران الكريم، الموضع الاول؛ قوله من يشاء وهو موضع سوره النور
قوله تعالى"
ويصرفه عن من
يشاء"
قوله من
تولى، يقصد به سوره النجم وهو قوله سبحانه وتعالى" فاعرض عن من تولى عن ذكرنا" وقوله يومهم،
اتفقت المصاحف على قطع "يوم" عن "هم" في موضعين فقط في كتاب الله سبحانه
وتعالى، وهما موضع سوره غافر قوله تعالى" يوم هم بارزون" والموضع الثاني في سورة الذاريات،
قوله تعالى"
يوم هم على
النار يفتنون"
ثم قال: ومال هذا
والذين هؤلا ت حين في الإمام صل ووهّلا، قوله ومال هذا، ايوه ثبت قطع
العلماء ايضا في اربعه مواضع فقط وهي مال هذا والذين وهؤلاء، أي ثبت القطع
في هذه المواضع الاربعة، مال هذا، في سوره الكهف قوله تعالى" مال هذا الكتاب" سوره الفرقان" مال هذا
الرسول"
والذين، في
سوره المعارج وهو قوله سبحانه وتعالى" فمال الذين كفروا قبلك مهطعين" وهؤلاء، في
سوره النساء قوله تعالى"
فمال هؤلاء
القوم لا يكادون يفقهون حديثا"
ثم قال ت حين
في الامام صل ووهلا، اي عليك ان تصل التاء في قوله تحين من سورة ص قوله تعالى" فنادوا ولات
حين مناص"
وقوله ووهلا
وفي نسخه قيل لا، وهنا اشار الى ضعف ما حكاه ابو عبيد من ان التاء متصلة بحين يعني
ان هذا القول قول ضعيف ضعفه جمهور العلماء وانكروه وردوه، لذلك قال: ووزنوهم
وكالوهم صل كذا من ال وها ويا لا تفصل، قوله كالوهم، من قوله سبحانه وتعالى
في سوره المطففين" واذا كالوهم او وزنهم يخسرون" فهذه ايضا ينبغي وصلها قال
"صل" أي عليك أن تصلها، (كذا) أي كذلك (من ال) التي هي للمعرفة ، وهي
قوله تعالى"
وجعلنا الليل
لباسا" (وها) التي هي للتنبيه، نحو قوله سبحانه وتعالى في سوره الاسراء" كلا نمد
هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك" (ويا) التي هي للنداء، من قوله سبحانه وتعالى" يا ايها
الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده" ( لا تفصيل) اي ان المصاحف اتفقت
على ان هذه الكلمات الثلاث ( الهاء والياء وال) موصولة حكما ورسما في جميع القران
الكريم.
<><>
باب التاءات
في هذا الباب
يتكلم الناظم عن التاءات المبسوطة والتاءات المربوطة كما مر معنا في باب الضاد
والظاء، هناك في القران الكريم كلمات كتبت بالتاء المبسوطة، فمثلا كلمة رحمه
تقرا رحمت، نقف عليها بالتاء، وهناك كلمات رسمت بالتاء المربوطة نقف عليها
بالهاء، اذا فما هي هذه المواضع في القران الكريم؟ ما هي المواضع التي رسمت بالتاء
وما هي المواضيع التي رسمت بالهاء؟ لان القارئ بحاجة الى هذه القاعدة العظيمة وان
كان لها تعلق بعلم الرسم ولكن هناك تواصل بين علم الرسم وعلم التجويد. المهم ان
القاعدة ان القارئ للقران الكريم اذا وجد تاءا مبسوطة يقف عليها بالتاء بالهمس،
كمثلا كلمة رحمت، نعمت، واذا وجد تاءا مربوطة فانه يقف عليها بالهاء كمثلا
كلمة رحمه، نعمه.
قال الناظم
رحمه الله:
ورحمت الزخرف
بالتا زبره، فهنا يتكلم
عن كلمه رحمه في القران الكريم، ما هي المواضع التي جاءت فيها بالتاء المربوطة وما
هي المواضيع التي جاءت فيها بالتاء المبسوطة؟ يعني يقصد كلمة رحمت في سورة الزخرف
وهو قوله تعالى" رحمتَ ربك"
وفي آية
اخرى" ورحمتُ ربك" يعني موضعين في سورة الزخرف. وقوله زبره، اي الكتابة، اي ان عثمان رضي الله عنه كتبها
بالتاء المبسوطة، ثم قال:
لاعراف روم
هود كاف البقرة، هنا يقصد موضع سوره الاعراف وهو قوله سبحانه وتعالى" ان رحمت الله قريب
من المحسنين"
قال روم، اي
موضع سوره الروم قوله تعالى" فانظر الى اثار رحمت الله" وقوله هود يقصد موضع سوره هود قوله
تعالى" رحمت الله وبركاته عليكم اهل البيت" وقوله كاف، المقصود بها سورة مريم
" كهيعص ذكر رحمت ربك عبده زكريا"
ثم قال البقرة،
ولم يراعي في ذلك ترتيبا للضرورة الشعرية، وموضع سورة البقرة هو قوله تعالى"
اولئك يرجون رحمت الله"
فهي سبع مواضع
في القران الكريم كتبت بالتاء المبسوطة.
وباقي
المواضيع في القران الكريم لا بد ان تقف عليها بالتاء المربوطة. ثم قال: نعمتها ثلاث
نحل ابرهم معا اخيرات عقود الثان هم، وهنا انتقل الى كلمة نعمه، ونقول فيها نفس الكلام،
يوقف عليها بالتاء ومتى يقف عليها بالهاء، نعمت ونعمه. يعني متى يقف عليها بالتاء المبسوطة ومتى يقف عليها
بالتاء المربوطة.
قال نعمتها،
الضمير هنا يعود على سوره البقرة، يعني نعمت الواردة في الموضع الاخير من سورة
البقرة، وهو قوله سبحانه وتعالى"
واذكروا نعمت
الله عليكم"، قال ثلاث
نحل، اي ثلاث مواضع في سورة النحل، الموضع الاول قوله تعالى" وبنعمت الله هم
يكفرون"
والموضع
الثاني قوله تعالى" يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها" والموضع الثالث قوله تعالى"
واشكروا نعمت الله"
فهذه المواضع
الثلاثة في سورة النحل رسمت بالتاء المبسوطة. فاذا اردنا ان نقف عليها نقف ( نعمتْ).
وقوله ابرهم
معا، يعني موضعين في سوره ابراهيم، الاول قوله تعالى" تبدلوا نعمت الله كفرا" والموضع
الثاني" وان تعدوا نعمت الله لا تحصوها" وقوله اخيرات، نعت بها المواضيع
الثلاثه في سورة النحل وموضعين في سورة ابراهيم، الاخيرات وليس الاوليين، يعني
احترز الناظم رحمه الله من الموضع الاول في سورة النحل " وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها" الموضع الاول
لا، فهذا بالهاء، لذلك قال اخيرات، يعني ركز على هذه الكلمة اخيرات بمعنى المواضع
الاخيرة، ايضا احترز من الموضع الأول في سورة ابراهيم وهو قوله تعالى" اذكروا
نعمة الله"
فهو ايضا
بالهاء يعني بالتاء المربوطة ويوقف عليها بالهاء. ثم قال:
عقود الثان
هم، عقود وهي سورة المائدة كما هو معلوم للجميع، وقال عقود الثان اي الموضع الثاني
من سورة المائدة، وهو الذي اشار اليه وقيده حتى لا يختلط بقوله هَمْ،
"
اذكروا نعمت
الله عليكم اذ هَمَّ قوم ان يبسطوا اليكم ايديهم" فهذه التاء كتبت بالتاء المبسوطة, ثم قال: لقمان ثم
فاطر كالطور عمران، انتقل الى سورة لقمان سبحانه وتعالى" الم تر ان
الفلك تجري في البحر بنعمت الله"
فهذا كتب
ايضا بالتاء المبسوطة. وقوله: ثم فاطر، انتقل إلى سورة فاطر، وهو قوله سبحانه و تعالى " يا ايها الناس اذكروا نعمت الله
عليكم" فهذا ايضا كتب بالتاء المبسوطة، كالطور،
اي موضع سورة الطور وهو قوله سبحانه وتعالى" فذكر فما انت بنعمت ربك بالكاهن
ولا مجنون" وقوله عمران، اي موضع سورة ال عمران قوله
تعالى" واذكروا نعمت الله عليكم" فهذه ايضا يوقف عليها نعمتْ، فهذه 11
موضعا فباقي المواضيع كتبت بالتاء المربوطة. ثم قال الناظم رحمه
الله: لعنت بها والنور، كلمه لعنت في كتاب
الله سبحانه وتعالى، متى كتبت بالتاء المربوطة ؟ ومتى كتبت بالتاء المبسوطة؟ قال
(بها) الضمير هنا يعود على سورة ال عمران، يعني موضع سوره ال عمران قوله تعالى"
نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين" كتبت التاء هنا مبسوطة،
وموضع سورة النور قوله تعالى" والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين"
ثم قال الناظم رحمه الله: وامرأت يوسف عمران القصص تحريم، انتقل الى كلمه امرأة، متى تقرا امرأت؟ ومتى تقرا امرأه؟ هناك قاعده عند
العلماء نذكرها قبل ان نذكر هذه المواضع ( اذا قرنت كلمة امرأة بزوجها فان التاء
تكون مبسوطة لان المرأة اذا كانت مع زوجها تكون مبسوطة). قال وامرأت يوسف؛ اي
كلمه امرأة التي ذكرت في سورة يوسف الموضع الاول " امرأت العزيز"
في موضعين، وقوله عمران اي موضع سوره ال عمران " امرأت عمران"
وموضع سوره القصص" امرأت فرعون" والتحريم بمواضعه
الثلاثة " وامرأت نوح" "وامرأت لوط" " امرأت فرعون"
اي سبعة مواضع كلها كتبت بالتاء المبسوطة.
ثم قال: معصيت بقد
سمع يخص، انتقل الى
كلمه اخرى وهي كلمه معصية، متى تكتب معصية ومتى تكتب معصيت؟ قال معصيت بقد سمع،
وسورة قد سمع هي سورة المجادلة، فيها موضعين كتبت بالتاء المبسوطة، ولا توجد في
كتاب الله بالتاء المربوطة، الموضع بالتاء المبسوطة في سوره المجادلة قوله سبحانه
وتعالى" ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصيت الرسول" والموضع الثاني" يا ايها الذين
امنوا اذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصيت الرسول" ثم قال
الناظم رحمه الله:
شجرت الدخان
سنت فاطر كلا والانفال وحرف غافر، انتقل الى كلمه شجرت، متى تكتب بالتاء المربوطة؟ ومتى
تكتب بالتاء المبسوطة؟ شجرت كتبت في موضع واحد في القرآن الكريم بالتاء المبسوطة،
وباقي المواضيع كتبت بالتاء المربوطة، وهذا الموقع بسورة الدخان، وهو قوله تعالى
" إن شجرت الزقوم طعام الاثيم"
ثم انتقل الى
كلمة سنت، وهي ايضا وردت في خمسة مواضع، سنت فاطر، اي جميع المواضع التي وردت في
سوره فاطر وهي: " فهل ينظرون الا سنت الاولين" " فلن تجد لسنت الله
تبديلا" " ولن تجد لسنت الله تحويلا" هذه المواضيع تقرا سنت، ثم قال
والانفال، "قد مضت سنت
الاولين"
كتبت بالتاء
المبسوطة.
وقوله وحرف
غافر، اي موضع سورة غافر، قوله تعالى"
سنت الله
التي قد خلت في عباده"
ثم انتقل الى
البيت الموالي فقال:
قرت عين جنت
في وقعت فطرت بقيّت وابنت وكلمت، قرت عين في موضع واحد من سورة القصص" قرت عين لي ولك"
كتبت بالتاء المبسوطة عوض المربوطة. جنت في وقعت، اي كلمه جنت في سورة الواقعة، " فروح
وريحان وجنت نعيم" كتبت كذلك بالتاء المبسوطة، وقوله فطرت،
اي في موضع واحد من سورة الروم قوله تعالى " فطرت الله التي فطر الناس عليها"
، ايضا بقيت، وردت في موضع واحد في سوره هود قوله تعالى" بقيت
الله خير لكم ان كنتم مؤمنين" ثم قال رحمه الله: وابنت وكلمت، وابنت
ايضا في موضع واحد في سوره التحريم قوله تعالى" ومريم ابنت عمران" وقوله
وكلمت، ايضا وردت في موضع واحد في سوره الاعراف قوله تعالى" وتمت كلمت ربك
الحسنى" وما سواها فهي مربوطة في كتاب الله سبحانه
وتعالى، لذلك قال: وكلمت اوسط الاعراف، يعني في وسط سورة الاعراف. ثم قال:
وكل ما اختلف، هنا الناظم رحمه الله يعمم كلامه، وكل ما اختلف
جمعا وفردا فيه بالتاء عرف. اي ان كل ما وقع فيه خلاف بين القراء العشرة بين الجمع
والافراد يعني يكتب فيه نفس الحكم، يكتب بالتاء المبسوطة، فالعلماء قالوا ان هذا
وقع في سبع كلمات من القران الكريم في 12 موضعا في كتاب الله سبحانه وتعالى نصرو
بعضها؛ مثلا قوله سبحانه وتعالى من سورة يوسف في موضع " آيات للسائلين"
فابن كثير مثلا يقرأها " آية للسائلين" بالافراد، وباقي القراء
يقرؤونها بالجمع، الموضع الثاني" وألقوه في غيابات الجب" ايضا في سوره يوسف،
الامام نافع قراها " في غيابات الجب" وباقي القراء قرأوها
" في غيابت الجب" وايضا موضع سوره العنكبوت " لولا
انزل عليه آيات من ربه" فابن كثير وشعبه وحمزه والكسائي طرقوها
بالافراد باقي القراء قرأوها بالجمع، ايضا موضع سوره سبأ قوله تعالى " وهم في
الغرفات امنون" فهذا قرأه حمزة بالافراد " وهم في
الغرفة امنون" وباقي القراء قرأوها بالجمع.
ايضا موضع
سورة فاطر قوله تعالى" فهم على بينت منه" فنافع وابن عامر وشعبة والكسائي
قرأوها بالجمع وباقي القراء قرأوها بالافراد، ايضا موضع سورة المرسلات "
جمالات صفر"
فحمزة وحفص
والكسائي قرأوها بالافراد وباقي القراء قرأوها بالجمع، وكذلك موضع سورة الانعام
" وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا"
عاصم وحمزه
والكسائي قرأو بالافراد وباقي القراء قرؤوا
بالجمع، والموضع الاول في سورة يونس" كذلك حقت كلمات ربك" فنافع وابن
عامر قرؤوها بالجمع وباقي القراء قرؤوا بالافراد. اما الموضع الثاني فوقع فيه الخلاف بين العلماء، والصحيح
انهم يجرونه مجرى هذه الكلمات، ولكن قبل ان نختم باب التاءات فانني اعرج انه وقع
خلاف، لماذا بعض الكلمات وقف عليها بالتاء وبعد الكلمات وقف عليها بالهاء؟ وهذا
محل خلاف بين العلماء، منهم من قال عن التي يقف عليها بالهاء انه يجرونها مجرى
الوقف والتي يقف عليها بالتاء يجرونها مجرى الوصل، ومنهم من قال بان التي وقف
عليها بالتاء فهي لغة الطيب والتي وقف عليها بالهاء فهي لغة قريش، والاقوال كثيرة
لأهل العلم ولكن وجدت ان اجود الكلام فيه مسالة، والرائج في المسالة ما قاله
الظلمنكي في كتابه الرد والانتصار ان كتابة الصحابة، هذه الكلمات مرة بالهاء ومرة
بالتاء وهذا دليل على زواج الوجهين، يعني يجوز بالهاء ويجوز بالتاء، ولكننا
متعبدون ان نتتبع ما في رسم المصحف وما رسمه عثمان رضي الله عنه في المصاحف.
باب همزة الوصل
ما هي همزه
الوصل؟ اجمع العلماء على تعريف همزه الوصل بقولهم؛ هي التي تسقط وصلا وتثبت
ابتداءا.
وذكر اهل
العلم ان وجه تسميتها بهمزة الوصل وقد نسب ذلك الى الامام اللغوي الخليل بن احمد
الفراهيدي رحمه الله قد كان يسميها بسلم اللسان، فمواضع همزة الوصل تكون في
الاسماء وتكون في الافعال اما صورها فمرة تكون قياسية وهو الاكثر ورودا واحيانا
اخرى تكون سماعية وهذا هو الاقل ولذلك الناظم رحمه الله افتتح هذا الباب فقال: وابدأ
بهمزالوصل من فعل بضم ان كان ثالث من الفعل يضم، الخطاب هنا دائما لطالب القران،
وهذا الباب عموما هو تتمه لما قبله من الابواب، تتمه لباب الوقف والابتداء، قال
الناظم:
وابدأ بهمزالوصل من فعل بضم ان كان ثالث من الفعل يضم ، بمعنى ابدا انت يا
طالب القران بهمز الوصل من فعل اي في الافعال، فبدا بالفعل لانه الاصل في جميع
التصاريف، وابدأ بهمزالوصل من فعل بضم، اي عليك يا طالب القران ان تبتدأ بهمزة
الوصل من الفعل، عند النطق بها في الفعل بالضم (اُخْرُج) لكن هذا ليس على اطلاقه،
وقيده بقوله كان ثالث من الفعل يضم، اي ان كان الحرف الثالث من الفعل مضموما،
والتقدير اذا كان الحرف الثالث من الفعل مضموما فيلزمك يا قارئ القران ان تقرا
همزة الوصل مضمومة. هذا هو التقدير في البيت، نعطي مثال:
قولنا (اُخْرُج) الحرف الثالث مضموم لذلك نبدأ همزة الوصل بالضم.
وهذه القاعدة قاعده مضطردة الا ما سياتي من امثلة خمسة تستثنى من هذه القاعدة
العامة. وهنا مفهوم المخالفة، اذا كان الثالث من الفعل مفتوحا او
مكسورا فانك لا تبتدأ بالضم ولكن تبتدأ بالكسر، لكن الناظم رحمه الله لم يقف عند
هذا المعنى بل زاد الامر توضيحا وزاده بيانا بان اكمل في البيت التالي فقال:
واكسره حال الكسر والفتح وفي لاسماء غير اللام كسرها وفي، اي واكسر همزة الوصل حال الكسر والفتح، هو مفهوم المخالفة في البيت الاول،
اي اذا وجدت الحرف الثالث من الفعل مكسورا او مفتوحا فانه يجب عليك ان تكسر همزة
الوصل. مثلا قولنا ( اُجْتُثَّت) ننظر الى الحرف الثالث من
الفعل فنجده مضموما، اذن نبتدأ همزه الوصل بالضم، مثلا قولنا (اِغْفِر) ننظر الى
الحرف الثالث من كلمه اغفر فنجده مكسورا فاذا نكسر همزه الوصل، ومثال اخر
(اِنْتَهَو) الحرف الثالث مفتوح فتلقائيا نكسر همزه الوصل، اله وفي الاسماء؛ انتقل
الى الاسماء فقال: وفي الاسماء غير اللام كسرها وفي؛ هنا وقع انتقاد على
الناظم لماذا استثنى اللام من الاسماء؟ فالعلماء تقديرات يعني ان الاسماء كلها
تبتدأ بالكسر، الا ما دخلت عليه الالف واللام مثل : الانهار، النهار...
الاسماء المبدوءة بال فهمزة الوصل فيها مفتوحة ابدا بدون استثناء، غير
اللام، اي غير الاسماء التي تبدا بالالف واللام، اما غيرها، كسرها وفي، اختلف
الشُّرّاح في كلمة (وفي) هل هي حرف جر او بمعنى تام؟ سكينه المعنيين صحيح، قال
كسرها وفيٌّ، اي تام، وقيل (وفِي) اي الاسماء العشرة التي سيذكرها فيما بعد.
وحتى نوضح
الكلام كل ما مضى من القواعد التي ذكرنا يسمى بالقواعد القياسية، وكل ما سيذكر في
هذا البيت يدخل في القواعد السماعية التي سُمعت من العرب سُمعت مكسورة عند العرب،
فتكسر همزة الوصل فيها مطلقا حال الابتداء وهي 10 ذكرت منها سبعة في القرآن وثلاثة
لم تذكر في القرآن الكريم فاقتصر الناظم رحمه الله على ذكر السبعة ولم يذكر
الثلاثة وهي:
اِبْنٍ، من قوله
تعالى " اِبْنِ مريم" و كلمة اِبْنَتٍ، من قوله
تعالى" وابنتَ عمران" وكلمة اِمْرِئٍ، من قوله
تعالى" كل امرئ بما كسب رهين"
قوله
واثنتين، مثلا قوله تعالى" لا تتخذوا الهين اثنين" واٍمْرَأَت، مثلا قوله
تعالى" امرأت نوح"
واِسْمٍ، مثلا قوله
تعالى" واِسْمُه أحمد"
او مثلا
" اقرا بِاسْم ربك الذي خلق"
،
قوله اثنتين، مثلا قوله تعالى" فان كانتا اِثْنَتَين" فهذه السبعة كلها
تكسر الهمزة فيها سماعا، سماعا عن العرب.
نذكر بعض الفوائد المهمة التي تتعلق بهذا الباب، الفائدة الاولى: ينبغي ان نعلم ان همزة الوصل تكسر كذلك اذا كان ثالث الفعل مكسورا بحسب الاصل، ثم عرض لو اضطر لموجب، اي لسبب من الاسباب وقد وقع ذلك في خمسة مواضع من كتاب الله سبحانه وتعالى يعني في خمس كلمات. الكلمة الاولى اِمْشُوا، الكلمة الثانية اِيتُوا، الكلمة الثالثة اِبْنُوا، الكلمة الرابعة اِقْضُوا والكلمة الخامسة اِمْضُوا. هذه الكلمات يقول العلماء الاصل فيها، الأصل في اِمْشُوا اِمْشِيُو. و في اِيتُوا اِيتِيُوا. وهكذا الكلمات الاخرى، فنقلت حركة الياء التي هي الضم الى الحرف الذي قبلها، مثلا اِمْشُوا أصلها اِمْشِيُو. فنقلت حركة الياء الى الحرف الذي قبلها ثم بقيت ساكنة والواو ساكنة، وكما هو معروف انه يمتنع في اللغة اجتماع ساكنين فحذفت الياء من اجل التناسب فصارت اِمْشُوا - اِيتُوا وهكذا... العلماء قالوا ان هذه الكلمات الاصل فيها ليس الضم اضمتها ليست اصليه لذلك لا تدخل في باقي الافعال التي ذكرنا ونبتدئ بها بالكسر اِمْشُوا - اِيتُوا ولا نقول اُمْشُوا فهذا خطأ. والعلماء قالوا ان الدليل على ذلك انك اذا خاطبت الواحد تقول له امشِ تقف على الشين واذا خاطبت اثنان تقول اِمْشِيَا، اذا فالكسر هو الاصل والضمة عارضة فقط. الفائدة الثانية، اذا اجتمعت همزة استفهام وهمزة الوصل في كلمة واحدة وجب حذف همزة الوصل لان الغرض منها هو التوصل للنطق بالحرف الساكن، وقد تحقق هذا الامر بهمزة القطع فلا داعي لبقاء همزة الوصل، وقع ذلك في كتاب الله سبحانه وتعالى في سبعة مواضيع، الموضع الاول في سورة البقرة، قل اتخذتم، اصلها أَأَتخذتم، الموضع الثاني، أطلع الغيب في سورة مريم، اصلها أأطلع الغيب، الموضع الثالث أفترى على الله كذبا في سورة سبأ، الموضع الرابع في سورة الصافات، أصطفى البنات على البنين، والموضع الخامس اتخذناهم سخريا من سورة ص، والموضع السادس قوله تعالى من سورة ص أستكبرت، والموضع السابع قوله تعالى: أستغفرت لهم. والفائدة الثالثة: اذا اجتمعت في كلمة واحدة همزه استفهام و همزه وصل وكان بعد همزة الوصل لام، وجب ابقاء همزه الوصل، يجب ان تبقى همزه الوصل لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر، ولكن يجوز النطق بهمزه الوصل المحققة، بل يجوز فيها لكل القراء الوجهان، التسهيل في الهمزة الثانية والابدال مع الاشباع، وقد وقع ذلك في ثلاث كلمات في سته مواضع؛ الموضع الاول قوله تعالى ءالذكرين في سورة الانعام في موضعين، ءالان من سورة يوسف في موضعين، ءالله في موضعين، الموضع الاول في سورة يونس والموضع الثاني في سورة النمل. أما الخاتمة فهي تشرح نفسها بنفسها.
لتحميل ملف PDF اضغط هنا