تعلم قواعد التجويد | الوقف والإبتداء في القرآن الكريم
تجويد القرآن الكريم
تحدى الله سبحانه و تعالى البشر بأن يأتوا ولو بحرفٍ واحدٍ مثل القرآن الكريم،
قال الله تعالى { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ
لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)}
فالعرب قديماً أدركوا أنّ كلام القرآن من عند الله تعالى وليس كلام البشر؛ ولهذا دخل الكثير من النّاس في الإسلام، وجعل الله لهم القرآن شفيعاً يوم القيامة ولهذا وجب على المسلم تدبر آياته وترتيلها أحسن ترتيل عند التّلاوة، ومن هنا تعددت القراءات وأحكام التجويد، وفي هذا الموضوع سوف نتطرق لدرس الوقف والإبتداء في القرآن الكريم.
قال الله تعالى { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ
لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)}
فالعرب قديماً أدركوا أنّ كلام القرآن من عند الله تعالى وليس كلام البشر؛ ولهذا دخل الكثير من النّاس في الإسلام، وجعل الله لهم القرآن شفيعاً يوم القيامة ولهذا وجب على المسلم تدبر آياته وترتيلها أحسن ترتيل عند التّلاوة، ومن هنا تعددت القراءات وأحكام التجويد، وفي هذا الموضوع سوف نتطرق لدرس الوقف والإبتداء في القرآن الكريم.
الوقف والإبتداء في القرآن الكريم
هذا الدرس هو من أهم الدروس التي يجب على قارئ القرآن معرفته، لأن سوء الوقف أو سوء الإبتداء قد يؤدي إلى تغيير الكلام.
كان سيدنا أبا بكر رضي الله عنه في السوق فوجد متاعا مع أعرابي فأعجبه، فقال له أتبيع هذا المتاع ؟ فقال الأعرابي " لا يرحمك الله " فهو قصده أنه لا يريد بيع المتاع ودعا لسيدنا أبا بكر بالرحمة، ولكن لما وصل الكلام بعضه ببعض صار كأنه يدعوا عليه بأن لا يرحمه الله.
فقال له سيدنا أبو بكر : أوَما تحسن أن تقول " لا و يرحمك الله" يعني ضع بينهما واو. والقصد من الكلام فصل المعاني التي قد يؤدي وصلها إلى إفساد المعنى أو تغييره، وقد يؤدي كذلك إلى بتر المعنى.
مثلا لما يقرأ القارئ " يآ أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة " ويقف، فلما هذا الوقف ؟ هل الله سبحانه وتعالى يأمرنا بأن لا نقرب الصلاة ؟ فتتمة الآية " يآ أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون" فلا يصح أن تقف هنا لأنك أوهمت معنى الخلاف المراد.
أو كما يفعل بعض إخواننا يقولون على لسان يوسف عليه السلام " يآ أبانآ إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فـأكله " ويقف، صار المعنى أن يوسف عليه السلام أكل المتاع، إذن سوء الوقف قد يؤدي إلى تحريف المعاني، وكذلك سوء البدأ كما في مطلع سورة الممتحنة " يخرجون الرسول وإياكم أن تومنوا بالله ربكم " يعني يخرجونكم أنتم والرسول بسبب إيمانكم بالله ربكم، فإذا قال قائل " يخرجون الرسول " ووقف ثم بدأ " وإياكم أن تومنوا بالله ربكم " صار البدأ هنا من أقبح البدأ، لأنه صار كأنه ينهى عن الإيمان بالله.
تعريف الوقف في أحكام التجويد
الوقف لغة هو الكف والحبس وفي الاصطلاح هو قطع الصوت على آخر الكلمة القرآنية، زمنا يُتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة والرجوع إليها. أما إذا لم يتنفس فهذا يسمى بالسكت، وأما إن قطع ولم يعد فهذا يسمى بالقطع.
ويكون الوقف إما :
- إختياري
- إضطراري
- إختباري
بالنسبة للوقف الإختياري فيقف القارئ باختياره، أما الوقف الإضطراري فيقف القارئ لضيق نفس أو عطاس أو نسيان أو طارئ ما، أما الوقف الإختباري فيكون مثلا عندما يختبر أستاذ أو شيخ تلميذه فيقول له كيف تقف على هذه الكلمة.
الوقف الإختياري يكون إما ( جائزا أو غير جائز) والجائز يكون إما " تام أو كاف أو حسن " أما الوقف الغير الجائز فهو الوقف القبيح. إذن لدينا أربعة أنواع للوقف.
الوقف التام
هو الوقف على كلام تام لا تعلق له بما بعده، لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى، وسمي تاما لتمامه المطلق، وأكثر ما يكون في أواخر السور وأواخر الآيات، وعند إنتهاء القصص. وحكمه؛ الوقف عليه والإبتداء بما بعده، والوقف عليه أولى من الوصل.
أمثلة:
- قد يوجد عند تمام الآية مثل " ملك يوم الدين " نقف عند كلمة الدين يتم المعنى واللفظ ثم الإبتداء ب " إياك نعبد وإياك نستعين "
- قد يوجد قبل تمام الآية يعني في وسطها مثل : " وجعلوا أعزة أهلها أذلة " إنتهى الكلام لفظا ومعنى، ثم قال بعدها " وكذالك يفعلون " لقد وقفنا وسط الآية لكن المعنى تام.
- قد يوجد بعد تمام الآية مثل : " وإنكم لتمرّون عليهم مصبحين (137) وباليل" إنتهت الآية عند كلمة مصبحين لكن لتمام المعنى توقفنا عند كلمة بالليل بعد الآية.
الوقف الكافي
هو الوقف على كلام تم لفظا وتعلق بما بعده في المعنى، سمي كافيا للإكتفاء به عما بعده، واستغناء ما بعده عنه، وأكثر ما يكون في أواخر الآيات، وهو أكثر الوقف ورودا في القرآن الكريم. وحكمه؛ يجوز الوقف عليه والإبتداء بما بعده.
أمثلة: نقف عند كلمة مرض ونبدأ بفزادهم الله مرضا.
هو الوقف على كلام له تعلق بما بعده لفظا ومعنى. وحكمه؛ يجوز الوقف عليه دون الإبتداء بما بعده للتعلق اللفظي، بل على القارئ أن يبتدئ من حيث يحسن الإبتداء من الكلمة التي وقف عليها، أو مما قبلها، حسب ما يتطلبه المعنى.
مثلا نستطيع الوقوف عند " الحمد لله " لكن لا نبدأ ب " رب العالمين "
الوقف القبيح
هو الوقف على كلام لا يؤدي معنى صحيح، لشدة تعلقه بما بعده لفظا ومعنى. وحكمه؛ لا يجوز الوقف عليه إلا لضرورة ملحة.
أمثلة: لا يجوز قول " وقالوا " ثم نقف ونقول " اتخذ الله ولدا "
وكذلك في هذه الآيات لا نقف على كلمة " وأخي " يعني لا نقول " فأخاف أن يقتلون وأخي " فهنا كأن موسى عليه السلام يخاف أن يقتلوه هو وأخاه هارون.
ومن الوقف القبيح الوقف عند كلمة " يستحيي " في سورة البقرة كأن نقول " إن الله لا يستحيي " ثم نقف، فهذا يفسد معنا الآية.
تعريف الإبتداء في أحكام التجويد
الإبتداء لغة هو الشروع، واصطلاحاً هو الشروع في القراءة، سواء كان بعد قطع وانصراف أو كان بعد وقف. وهو نوعان:
1- الإبتداء بكلام غير مخل بالمعنى، وهذا مطلوب.
2- الإبتداء بكلام مخل بالمعنى، وهذا مذموم.
شاهدوا الفيديوا أسفله للمزيد من التوضيحات