تعلم قواعد التجويد | الرّوم والإشمام
الروم والإشمام
بحث الروم والإشمام والوقف بهما، يمكن أن نقول عنه بحث تكميلي، يعني أنا أستطيع أن أقرأ القرآن الكريم من سورة الفاتحة إلى سورة الناس، يعني من أوله إلى آخره، وأنا أقف بالسكون، مثلا كلمة "نَسْتَعِيــــنُ" أقف عليها بالسكون أي أقول "أَسْتَعِيــــنْ" وتكون قرائتي صحيحة.
فهذا بحث تكميلي يحتاجه المتخصصون في تلاوة القرآن العظيم،الذين تصدّو إلى نقل هذا العلم وتلقينه للجيل التالي. يحتاجون فهمه نظريا، وآداءه عمليا، إذن في باب الوقف على أواخر الكلم، قال الإمام الجزري رحمه الله:
وحاذر الوقف بكل الحركة
إلّا إذا رمت فبعض الحركة
وحاذر معناها احذر الوقف بكل الحركة، والمقصود بالحركة ' الفتحة،الفتحتان، الكسرة، الكسرتان، الضمة ' هذه هي الحركة، لأنه في زمن النبوة هذا الأمر لم يكن موجود، لأن العرب لم تكن تقف بالحركة الكاملة، بل يقفون :
- بالسكون المجرد
- بالروم
- بالإشمام فيما يصحان فيه
عندما نقول السكون المجرد فالمقصود تسكين آخر الحرف، مثلا كلمة "نَسْتَعِيــــنُ" أقف عليها بالسكون أي أقول "أَسْتَعِيــــنْ"
والمقصود بالروم هو خفض الصوت عند الوقف على الضمة أو الكسرة، بحيث يذهب معظم صوتهما. يعني الحرف الأخير في الكلمة التي نقف عليها، ويجب أن يكوت ذلك الحرف مضموم أو مكسور مثل "نَسْتَعِيــــنُ - الفيـــلِ". ولمعرفة النطق الصحيح شاهدوا الفيديوا أسفله.
قـــــاعدة:
عند الوقف بالروم على الحرف المنون المضموم أو المكسور، فإننا نحذف التنوين ونقف ببعض الضمة في المضموم، وببعض الكسرة في المكسور. يعني ضمة صوتها منخفظ و بعض الكسرة يعني كسرة صوتها منخفظ. نحو:
حَكِيـــــمٌ يوقف عليها حَكِيـــــمُ
كَصَيِّــبٍ يوقف عليها كَصَيِّــبِ
الروم حكمه حكم الوصل، يعني عندما أقف على كلمة ببعض الحركة، أي بعض الضمة أو بعض الكسرة، أعامل هذه الكلمة الموقوف عليها معاملتي لهذه الكلمة لو وصلتها، مثلا عندما نقف بالروم على كلمة نَسْتَعِيــــنُ، فإننا نمدد حركتين للمد الطبيعي كما نقف بضمة صوتها منخفظ. وإذا وصلناها بما بعدها نقول نَسْتَعِيــــنُ اهْدِنَا، يعني نفس الشيء نمدد حركتين مد طبيعي. وللمزيد من التوضيحات أدعوكم لمشاهدت الفيديوا أسفله.
الإشــمـــــام
الإشمام لغة: مأخوذ من أشممتُه الطِّيب، أي أوصلت إليه شيئا من رائحته. واصطلاحا: هو ضم الشفتين بُعَيْدَ تسكين الحرف المضموم كهيئتهما عند النطق بالضمة من غير صوت ولا يدركه المكفوف.
ولمعرفة كيفية قراءة هذه الكلمات بالإشمام أدعوكم لمشاهدة الفيديوا أسفله.
نستعيـــنُ - الرّحيــمُ - أليــمٌ
عندما أقف على كلمة بالإشمام، والذي هو صورة من غير صوت، فحكمه هو حكم الوقف، يعني عكس الروم والذي قلنا أن حكمه هو حكم الوصل.
يعني أعامل الكلمة الموقوف عليها بالإشمام معاملي للكلمة الموقوف عليها بالسكون المجرّد. مثلا عندما نقف على كلمة " نستعينُ " فهذا مد عارض للسكون، ويصح في المد العارض للسكون حركتين أو أربع أو ست حركات. هذه الأوجه الثلاثة تصح عند الوقف بالإشمام على كلمة نستعين وما شابهها من الكلمات.
قـــــاعدة:
الإشمام حكمه حكم الوقف بالسكون، فيمد معه المد العارض للسكون حركتين أو أربع أو ست حركات.
إشمام الياء بالواو
قال الطيبي رحمه الله " والياء كالواو ك قيل__مما كسر ابتدائه أشم ضما "
هناك أفعال مبنية للمجهول، الحرف الأوسط منها والذي نسميه عين الفعل،(قلنا عين الفعل لأنه على وزن فَعَلَ)، الحرف الأول فاء الفعل، الحرف الثاني عين الفعل، الحرف الثالث لام الفعل. فعين الفعل يعني الحرف الأوسط، هو حرف علة. مثل" قَالَ يَقُولُ " قَالَ: فعل ماضي، ويَقُولُ: فعل مضارع. إذا أردنا أن نأتي منه بفعل مضارع مبني للمجهول نقول "قِيلَ". نحن في كلامنا وحتى في القرآن نقول "قِيلَ" لكن أصلها هو " قُوِلَ" على وزن فُعِلَ. لأنها أفعال مبنية للمجهول، لكن هذا الأصل " قُوِلَ" لا ينطقه أحد بهذه الطريقة من العرب في زمن نزول القرآن أبدا. ما كان أحد في زمن النبوّة يقول قُوِلَ، بل كان بعضهم يقول:
قُــيِــــلَ أو قِــــيُـــــلَ
هناك حرف إستعملته العرب فيه خلط للياء بالواو، وهو يشبه لحرف u في اللغة الفرنسية. فالكلمات التي على وزن "فُعِلَ" مثل:
قِيلَ - وَغِيضَ - وَحِيلَ - وَسِيقَ - وَسِيءَ - وَسِيئَتْ - وَجِيءَ
هذه الأفعال تذكر ثم يقول : بإشمام كسر أوائلها الضم. فالفريق الأول من العلماء قالوا العبارة تقول " بإشمام كسر أوائلها الضم " فهموها على أنها الكسرة قبل الضمة والضمة داخلة عليها، يعني أخذوها على ظاهرها، مثلا كلمة "قِيلَ" أنطق بالكسرة ثم أضم شفتي كأنني أنطق بالضمة (شاهدوا الفيديوا أسفله لمعرفة كيفية نطق الكلمات السبعة أعلاه).
وفي الجانب الآخر من العلماء، أخذوا عبارة " بإشمام كسر أوائلها الضم " كما ذكرنا أنها أفعال مبنية للمجهول، أصلها "فُعِلَ" إذن الضمة هي الأولى ومن بعدها الكسرة (شاهدوا الفيديوا أسفله لمعرفة كيفية نطق الكلمات السبعة أعلاه).