قاعدة أقوى السببين في المدود
ترتيل القرآن الكريم
القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزّل على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو آخر الكتب السماوية. ولقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه من التحريف، قال الله تعالى:
ولذا وجب على كل مسلم تدبر آيات القرآن الكريم وترتيلها أحسن ترتيل عند التّلاوة، ومن هنا تعددت القراءات وأحكام التجويد، وفي هذا المقال سوف نتطرق لقاعدة أقوى السببين في المدود.
{ إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} سورة الحجر الآية 9
ولذا وجب على كل مسلم تدبر آيات القرآن الكريم وترتيلها أحسن ترتيل عند التّلاوة، ومن هنا تعددت القراءات وأحكام التجويد، وفي هذا المقال سوف نتطرق لقاعدة أقوى السببين في المدود.
نظم الشيخ السّمنّودي رحمه الله بيت شعر يضم تصنيف لأقوى المدود ثم الذي يليه، فقال:
أقوى المدود لازم فما اتصل ..... فعارض فذو انفصال فبدل
ثم الطبيعي فاللين يا فتى ..... واللين أضعف المدود قد أتى
وسببا مد إذا ما وجدا ..... فإن أقوى السببين انفردا
إذا نفهم أن ترتيب المدود من الأقوى إلى الأضعف كالتالي:
- المد اللازم
- المد الواجب المتصل
- المد العارض للسكون
- المد الجائز المنفصل
- مد البدل
- المد الطبيعي
- مد اللين
المد اللاّزم
المد اللازم هو الأقوى لأصالة سببه، وهو السكون الأصلي الثابت وصلا ووقفا (بعد حرف المد)، واجتماع السبب مع حرف المد في كلمة واحدة، واتفق القراء على مقدار مده بست حركات، أي الاشباع.المد الواجب المتصل
جاء في المرتبة الثانية بعد المد اللازم وذلك لأصالة سببه، وهو الهمز (بعد حرف المد)، واجتماع السبب مع حرف المد في كلمة واحدة، واختلف القراء في مقدار مده، يجب مده فوق القصر عند جميع القراء.المد العارض للسكون
جاء في المرتبة الثالثة لعدم أصالة سببه، وهو السكون العارض وقفا فقط (بعد حرف المد) واجتماع السبب مع حرف المد في كلمة واحدة، وجواز مده وقصره عند جميع القراء.المد الجائز المنفصل
جاء في المرتبة الرابعة لأصالة سببه وهو الهمز المنفصل (بعد حرف المد) وانفصال السبب عن حرف المد في كلمتين، وجواز مده وقصره عند جميع القراء، أي اختلف القراء على مقدار مده.مد البدل
سببه الهمز المتقدم على حرف المد، السبب متصل به لكنه جاء قبل حرف المد، ويجوز مده وقصره عند جميع القراء، أي اختلف القراء على مقدار مده.قاعدة أقوى السببين
إذا اجتمع سببان على حرف مد أحدهما قوي وآخر ضعيف، نعمل بالقوي ونلغي الضعيف.لذلك قلنا في البيت الشعري : وسببا مد إذا ما وجدا ..... فإن أقوى السببين انفردا
أمثلة لكلمات اجتمع فيها سببين أو أكثر
إذن نعطي أمثلة لكلمات اجتمع فيها سببين أو أكثر ونرى كيف نتعامل معها. نأخذ كلمة (ءامّين)لدينا في كلمة (ءآمِّين) مد البدل ومد لازم، إذا حسب قاعدة أقوى السببين، فالمد اللازم هو الأقوى، وهو الذي يطبق هنا، أي نمد ست حركات، لأننا قلنا: أقوى المدود لازم فما اتصل ..... فعارض فذو انفصال فبدل
نأخذ كلمة أخرى وهي:
نأخذ أمثلة أخرى:
نعطي أمثلة أخرى:
إذا في حال الوقف يجتمع على حرف المد سببان ( البدل والعارض للسكون) ونظرا لتساويهما في المقدار، فالبدل فيه القصر والتوسط والاشباع، والعارض للسكون كذلك، وأيضا نظرا لأن مد البدل في حال الوصل يترتب عليه تحريرات في القراءة فيكون حرف المد هنا اجتمع عليه سببان، ويسمى بمد العارض المهموز أو مد البدل العارض للسكون.
نذكر بتحريرات مد البدل العارض للسكون. إذا انفرد مد البدل العارض للسكون في الآية نحو:
في هذه الحالة نقف على كلمة (خاسئين) بأوجه البدل الثلاثة بالتدلي، أي من الأعلى إلى الأدنى ( الاشباع- التوسط- القصر). وهذا في حال كون البدل من غير المستثنيات، أما إن كان من مستثنيات ورش نحو ( قرءان - إسرائيل) فيعامل معاملة العارض للسكون فقط، ولا يترتب عليه تحريرات.
لكن إذا اجتمع مد البدل مع البدل العارض للسكون في آية نحو:
لدينا مد البدل في كلمة ( ءامنوا - ءامنّا )، ومد البدل العارض للسكون في كلمة (مستهزءون)، إذن في هذه الحالة يجوز لنا الأوجه التالية:
نأخذ مثال أخير وهو كلمة جآءُو أباهم:
حرف المد ( الواو من كلمة جاءو) في حال الوصل يجتمع عليه سببان ( المنفصل والبدل) طبقا لقاعدة أقوى السببين يلغى العمل بالبدل ويمد مدا جائزا منفصلا مشبعا. أما في حال الوقف على كلمة (جاءو) فيزول سبب المد المنفصل، ويبقى مد البدل ويمد مدا متوسطا لأنه هو المقدم عند ورش.
إذا مد البدل يجتمع مع جميع المدود، ولقد سبق وشرحت جميع تحريرات مد البدل مع المدود الأخرى، يمكنكم الاطلاع على تحريرات ورش بالضغط هنا.
بقيت ملاحظة تركتها للأخير وهي بخصوص المد اللاّزم في كلمة محيآيْ:
عند الوقف عليها لا نقول أن لدينا مد لازم ومد عارض للسكون، بل مد لازم فقط لأن السكون هنا هو سكون أصلي وليس بسبب الوقف. وكذلك كلمة (صوآفَّ - جآنٌّ) عند الوقف ليس هناك مد عارض للسكون، بل فقط مد لازم، لأن كلمة (صَوَآفَّ) هي هكذا (صَوَافْفَ) الفاء الأولى ساكنة والثانية متحركة. ونفس الأمر ينطبق على كلمة (جَآنٌّ). إذا ما تعرض للسكون هو الفاء الثانية وليس الفاء الأولى.