تعلم قواعد التجويد | اللّحن في القرآن الكريم
اللّحن في القرآن الكريم
اللحن لغة هو الميْل عن الصواب، نقول لحن فلان أي مال عن الصواب. وإصطلاحا هو الخطأ في تلاوة القرآن الكريم. إذا قال علماء القرآن إن هذا النطق لحن، يعني خطأ في تلاوة القرآن الكريم.
وينقسم اللحن في القرآن الكريم إلى قسمين:
- لحن جلي
- لحن خفي
اللحن الجلي هو خطأ يعرض للّفظ فيخل بالمعنى أو بالإعراب. مثلا إذا قال القارئ، " صِرَاطَ الذينَ أَنْعَمْـــتُ عليهم" فالمعنى هنا تغير لأنه ليس هو الذي أنعم عليهم بل الله سبحانه هو الذي أنعم عليهم حيث قال "صراطَ الذينَ أَنْعَمْـــتَ عليهم" لذلك لو أخطأ الإمام في الصلاة وقال "أنعمتُ" كل المصلين الذين وراءه يصححون له ويقولون " أنعمتَ" وكذلك إذا قال القارئ "فكسَّرَكم عوض قول فكثَّركم" يعني ينطق الثاء سين، كلمة كثّركم هي من الكثرة، أما كلمة كسّركم فهي من التكسير. أو يقول القارئ "عصى عوض قول عسى" عسى هي فعل للترجي، ترجِّي حصول الشيء ( عسى الله أن يتوب عليهم) فإن قال "عصى الله..." غير المعنى، بل وأتى بمعنى قبيح جدا فقط لأنه فخّم السين. لاحظتم أن تغيير الحروف يغير المعاني.
اللحن الخفي هو خطأ يعرض للّفظ فيخل بكمال صفاته، دون أن يخرجه عن حيّزه. يعني يبقى الحرف هو هو ولكن يخل بكمال صفات الحرف بجمالياته بكيفية تلقيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. مثلا في قوله تعالى " سُووووووءَ العَذَابِ" مثلا لو قارئ يقرأ وقال " سُـوءَ العَذَابِ" بترك زيادة المد في الواو فهو لم يغير المعنى ولكنه ترك المقدار الزمني الزائد في الواو، ولم يتلقى هذا اللفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومثلا في كلمة "أَنــفُسِكُم" يجب إخفاء النون الساكنة أي ينتقل من مخرج الهمزة إلى مخرجحرف الفاء ويأتي بغنة من أنفه، فإذا قال القارئ " أَنْــفُسِكم" فهو لم يغير المعنى بل أظهر النون وذهب بكمال صفات الحرف، وهذا معيب في حق المتقن لتلاوة القرآن.
أقسام علم التجويد
- مخارج الحروف
- صفات الحروف التي تخرج الحرف عن حيّزه إن تم الإخلال بها
- الصّفات التحسينية التزيينية
حكم الإلتزام بالتجويد :
بالنسبة لمخارج الحروف، الإلتزام بها واجب والإخلال بها حرام مطلقا. يعني مهما كان حال القارئ فلا يصح له أن يجعل الفاء باءا أو الخاء حاءا أو الصاد سينا... فلابد المحافظة على مخارج الحروف لأن غير ذلك يفسد المعاني.
أما بالنسبة لصفات الحروف فإننا نفرق فيها بين أنواع : صفات تغييرها يخرج الحرف عن حيزه، يعني يحولها من حرف إلى حرف مثل إخراج الطاء إلى تاء ( نقول الطلاق ولا نقول التلاق) الإلتزام بها واجب والإخلال بها حرام مطلقا. بينما الصفات التزيينية التحسينية، يفرق فيها بين حالتين؛ الحالة الأولى على سبيل التلقي والمشافهة، الإلتزام بها واجب والإخلال بها حرام، لأنه كذب في الرواية. يعني لما أجلس أمام شيخي أو أستاذي الذي تلقى القرآن بالسند المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجب علي أن أقلده تماما تماما وإلا حروف القرآن ستضيع، لذلك فلابد من الصفات التزيينية التحسينية مثل قلقلة الباءات وتفخيم الراءات وإخفاء النونات عند حروف الإخفاء...
أما على سبيل التلاوة المعتادة فهنا أيضا نفرق بين حالتين؛ نفرق بين متقن عالم بالأحكام وبين شخص من عامة المسلمين.
إذا كان متقن عالم بالأحكام التجويدية وجلس يقرأ القرآن ويضيّع أحكام التجويد التزيينية، فهذا معيب في حقه. لا ينبغي له فعل هذا وإن كان ليس حراما أو على سبيل التلقي والمشافهه وإنما يقرأ لنفسه لكن تمر النونات فلا يخفيها عند حروف الإخفاء تمر حروف القلقلة فلا يقلقلها، لماذا يفعل هذا ؟ هذا معيب في حقه. بينما شخص من عامة المسلمين نقول ترك الأكمل ولا شيء عليه. والمقصود بعامة المسلمين مثل أمهاتنا وأجدادنا ... يعني أشخاص لم تتهيأ لهم الظروف للدراسة أو مع كبر السن يصعب عليهم التعلم... فهاؤلاء إذا ما فخموا الراء وأخفوا النونات وما قلقلوا الباء ليس هناك مشكل طالما ينطقون الباء باءا والقاف قافا وغيرها من باقي الحروف.
هذه خطاطة تلخص ما شرحت