قواعد التجويد
المقالات الأخيرة

التجويد: حكم الاستفهام المكرر

 

التجويد: حكم الاستفهام المكرر

التجويد: حكم الاستفهام المكرر

تمهيد

قد يتكرر في كتاب الله تعالى الاستفهام المختلف فيه بين القراء، وفي قراءة الإمام نافع رحمه الله براوييه ورش وقالون مواضع من ذلك، وهي تختلف في حكمها.

فما المقصود بالاستفهام المتكرر؟ وما هي مواضعه؟ وما حكمها في قراءة الإمام نافع؟

أقرأ النظم

قال الإمام ابن بري رحمه الله:

فَصْــلٌ وَالِاسْــتِـفْهَـامُ إِنْ تَكَــرَّرَا        فَـصَيِّــرِ الثَّــانِيَ مِـنْهُ خَـــبَرَا

وَاعْكِسْهُ فِـي الـنَّمْلِ وَفَوْقَ الـرُّومِ      لِكَتْبِهِ بِـالْـيَاءِ فِـي الْـمَرْسُــومِ

أفهم

أتعرف معاني الألفاظ والعبارات

  • الاستفهامأي لفظ الاستفهام، وهو طلب معرفة الشيء لدى السائل.
  • خبرا: أي بدون استفهام.
  • فوق الروم: أي سورة العنكبوت؛

يشتمل هذا الدرس على ثلاثة محاور

أولا: حقيقة الاستفهام الـمتكرر

الاستفهام المتكرر في اصطلاح القراء هو: اجتماع استفهامين مكررين مختلف فيهما بين القراء.

ويشترط فيه شرطان: أن يرجع الاستفهامان معًا إلى شيء واحد، وأن يكون كل واحد منهما يحتمل الاستفهام والخبر. وليس منه ما اتفق القراء فيه على الاستفهام، مثل قوله  تعالى:

[الأعراف: 80-79]

لأن الكلام على المواضع التي اختلف القراء فيها بين الاستفهام والخبر، وهذا لا خلاف فيه في الاستفهام في أول الكلام.

ثانيا: مواضع الاستفهام المتكرر

جملة المواضع المختلف فيها بين القراء أحد عشر موضعاً، وهذا بيانها


وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمُۥٓ أَ٠ذَا كُنَّا تُرَٰباً اِنَّا لَفِے خَلْقٍ جَدِيدٍۖ (5)سورة الرعد

[الإسراء: 49]

سورة الإسراء الآية 49

[الإسراء: 98]

سورة الإسراء الآية 98

[المؤمنون: 83]

سورة المومنون الأية 83

[النمل: 69]

سورة النمل الأية 69

[العنكبوت: 28-27]

سورة العنكبوت

[السجدة: 10-9]

سورة السجدة الآيتان 9-10

[الصافات: 16-15]

سورة الصافات

[الصافات: 53-52]

سورة الصافات

[الواقعة: 50]

سورة الواقعة الآية 50

[النازعات: 11-10]

سورة النازعات

ويلاحظ أن جميع المواضع على لفظ: «أئذا» «أئنا» إلا الذي بالعنكبوت فإنه بلفظ متحد، وهو: «أئنكم» «أئنكم»، وإلا الذي بالنازعات فإن «أئنا» مقدمة فيه على: «أئذا».

ثالثا: حكم الاستفهام المتكرر عند نافع

اختلف القراء في المواضع المتقدمة، فمنهم من قرأ الجميع بالاستفهام في أول الكلام وآخره، ومنهم من فصّل كنافع، فقد قرأ - في غير النمل والعنكبوت - الأول بهمزتين: مفتوحة فمكسورة مسهلة على الاستفهام، وقرأ الثاني بهمزة واحدة مكسورة على الخبر، وعكس في النمل والعنكبوت، فقرأ الأول فيهما بهمزة مكسورة على الخبر، والثاني بهمزتين: مفتوحة فمكسورة مسهلة على الاستفهام، وهذا معنى قول الناظم رحمه الله:

فَصْــلٌ وَالِاسْــتِـفْهَـامُ إِنْ تَكَــرَّرَا        فَـصَيِّــرِ الثَّــانِيَ مِـنْهُ خَـــبَرَا

وَاعْكِسْهُ فِـي الـنَّمْلِ وَفَوْقَ الـرُّومِ      -------------------

وعلة قراءة نافع المواضع التسعة بتقديم الاستفهام على الخبر أن الاستفهام له الصدارة، فاستغنى بذكره في الأول عن إعادته في الثاني، لارتباط كل من الكلامين بالآخر، وعلة عكسه في الموضعين هو كتابة الثاني دون الأول فيهما بالياء في المصحف، وهو دليل على كون الثاني استفهامًا والأول خبرًا فعكس اتباعًا للرسم الدال على ذلك، ولذلك قال الناظم:

وَاعْكِسْهُ فِـي الـنَّمْلِ وَفَوْقَ الـرُّومِ      لِكَتْبِهِ بِـالْـيَاءِ فِـي الْـمَرْسُــومِ

 


 

 


google-playkhamsatmostaqltradent